كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب (اسم الجزء: 18)

والأرض من بعد النبىّ كئيبة ... أسفا عليه كثيرة الرّجفان
فلتبكه شرق البلاد وغربها ... ولتبكه مضر وكلّ يمانى
وليبكه الطّود المعظّم جوّه ... والبيت ذو الأستار والأركان «1»
يا خاتم الرّسل المبارك صنوه «2» ... صلّى عليك منزّل الفرقان
نفسى فداؤك ما لرأسك مائلا ... ما وسّدوك وسادة الوسنان
وقالت صفية بنت عبد المطلب:
أفاطم بكّى ولا تسأمى ... بصبحك «3» ما طلع الكوكب
هو المرء يبكى وحقّ البكا ... على الماجد السّيد الطيّب «4»
فأوحشت الأرض من فقده ... وأىّ البريّة لا ينكب
فمالى بعدك حتى المما ... ت إلّا الجوى الدّاخل المنصب «5»
فبكّى الرسول وحقّت له ... شهود المدينة والغيّب
لتبكيك شمطاء مضرورة ... إذا حجت الناس لا تحجب «6»
ليبكيك شيخ أبو ولدة ... يطوف بعقوته أشهب «7»
ويبكيك ركب إذا أرملوا ... فلم يلف ما طلب الطّلّب «8»
وتبكى الأباطح من فقده ... وتبكيه مكّة والأخشب «9»
فعينى مالك لا تدمعين ... وحقّ لدمعك يستسكب

الصفحة 404