كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 18)

فقال: زهير بن أبي سلمى أمير الشعراء، فقيل له: قَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "امرؤ القيس حامل لواء الشعراء وقائدهم إلى النار" (¬1) فقال: إن الراية لا تكون إلا مع الأمير.
فائدة:
اللواء ما عقد في طرف الرمح ويكون معه، وبذلك سمي لواء، والراية ثوب يجعل في طرف الرمح ويخلى كهيئته تصفقه الريح، قاله ابن العربي (¬2).
(فائدة) (¬3) أخرى:
في حديث سلمة أن الرمد عذر والفضل له أن يخرج. وفي حديث آخر: فبات الناس يتشوفون إليها وغدوا كذلك، فقال: "أين علي؟ " فقالوا: رمد. فيحتمل كما قَالَ الداودي أن يقول: هذا علي حين قدم، ثم يدعوه بعد ذلك. فظاهر الحديث: (فأعطاه الراية) أن ذَلِكَ كان بإثر قولهم (هذا علي).
فائدة ثالثة: في حديث على الخبر عن بعض أعلام النبوة، وذلك خبره عن الغيب الذي لا يكون مثله إلا بوحي من الله، وهو قوله: "يفتح الله على يديه".
¬__________
(¬1) الحديث رواه أحمد 2/ 228 - ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل" 1/ 130 (200) - من طريق أبي الجهم الواسطي، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعًا بنحوه. وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح. اهـ. وللحديث طرق أخرى. انظر "السلسلة الضعيفة" (2930).
(¬2) "عارضة الأحوذي" 7/ 177.
(¬3) من (ص1).

الصفحة 104