فصل:
في حديث ابن عمر: (أجلى اليهود) أي: أخرجهم من وطنهم، يقال: أجليت القوم عن وطنهم، وجلوتهم، وجلا القوم، وأجلوا وجلوا، وإنما فعل هذا عمر - رضي الله عنه -؛ لقوله - عليه السلام -: "لا يبقينَّ دينان بجزيرة العرب" (¬1) والصديق اشتغل عنه بقتال أهل الردة أو لم يبلغه الخبر.
خاتمة للباب: كانت المؤلفة قسمين على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
مؤمن لم يستقر الإسلام في قلبه، فلم يزل يعطيهم حتى استقر في قلوبهم، وجماعة من أهل الكتاب وغيرهم كان يتألفهم اتقاء شرهم، وقال جماعة: هم قوم كانوا يظهرون الإسلام، ويبطنون الكفر، كانوا يتألفون بدفع سهم من الصدقة إليهم؛ لضعف يقينهم.
وقال الزهري: المؤلفة مَن أسلم من يهودي أو نصراني، وإن كان غنيًا، واختلف العلماء في بقاء سهمهم، فقال عمر والحسن والشعبي وغيرهم: انقطع هذا الصنف بعز الإسلام وظهوره، وهو مشهور مذهب مالك وأبي حنيفة، وقال بعض الحنفية: لما أعزَّ الله الإسلام وقطع دابر الكافرين اجتمعت الصحابة في زمن الصديق على سقوط سهمهم.
¬__________
(¬1) رواه أحمد 6/ 275 والطبري في "تاريخه" 3/ 214 - 215 والطبراني في "الأوسط" 2/ 12 (1066) عن عائشة وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/ 586 وقال: رواه أحمد والطبراني في "الأوسط" ورجال أحمد رجال الصحيح غير ابن إسحاق وقد صرح بالسماع.
ورواه مالك في "الموطأ" 2/ 892 (1584) وابن سعد 2/ 254 وعبد الرزاق (9987، 19368) مرسلًا عن عمر بن عبد العزيز.
وقال ابن عبد البر في "التمهيد" 1/ 665 - 166 هكذا جاء مقطوعًا وهو يتصل من وجوه حسان عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من حديث عائشة وعلي وأسامة.