كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 18)

وسمى ابن شاهين الرجل: أنا [أبو] (¬1) إسحاق الدوسي (¬2)، وهو مجهول. وفي الباب مثله من طرق: إحداها: عن ابن عباس، أخرجه البخاري فيما سيأتي من حديث عكرمة عنه، وبلغه أن عليًّا حرق قومًا فقال: لو كنت أنا لم أحرقهم؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لا يعذب بعذاب الله"، ولقتلتهم لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "من بدل دينه فاقتلوه" (¬3). زاد الإسماعيلي عن عمار الدهني: لم يحرقهم ولكن حفر لهم حفائر وخرق بعضها إلى بعض ثم دخن عليهم حَتَّى ماتوا. قَالَ عمرو بن دينار: فقَالَ الشاعر:
لترم بي المنايا حيث شاءت ... إذا لم ترم بي في الحفرتين
إذا ما أججوا حطبًا ونارًا ... هناك الموت نقدًا غير دين
وعند العقيلي فقال علي يوم ذاك:
لما رأيت الأمر أمرًا منكرًا ... أججت ناري ودعوت قنبرًا
قَالَ: وكانوا قالوا لعلي: أنت إلهنا.
ثانيها: عن حمزة الأسلمي أخرجه أبو داود أنه - صلى الله عليه وسلم - أمَّره على سرية وقال: "إن وجدتم فلانًا فأحرقوه بالنار" فوليت، فناداني وقال: "إن وجدتموه فاقتلوه ولا تحرقوه، فإنه لا يعذب بالنار إلا رب النار" (¬4) وأخرجه الحازمي من حديث المغيرة بن عبد الرحمن، عن أبي الزناد، عن محمد بن مرة الأسلمي، عن أبيه أنه - صلى الله عليه وسلم - أمَّره على سرية، فذكر مثله، وكأنه تصحف حمزة بمرة (¬5)، ولابن شاهين من حديث
¬__________
(¬1) ساقطة من الأصول، والمثبت من مصدر التخريج.
(¬2) "ناسخ الحديث ومنسوخه" ص415.
(¬3) سيأتي برقم (3017) باب: لا يعذب بعذاب الله.
(¬4) أبو داود (2673).
(¬5) "الاعتبار" ص115 وفيه: حمزة الأسلمي.

الصفحة 58