كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 18)

وقال ابن التين: مالوا. والسِّلم والسَّلم واحد وهو الصلح كما قال أبو عبيدة (¬1) - (قال أبو عمرو) (¬2): السِّلم: الصلح. والسَّلم: الإسلام (¬3).
ومعنى (يَتَشَحَّطُ): يضطرب في دمه، قاله الخطابي (¬4). وقال الداودي: المتشحط: المتخضب.
وقوله: ("كَبِّرْ كَبِّرْ") فيه أدب وإرشاد إلى أن الأكبر أولى بالتقدمة في الكلام وفي الإكرام.
وقوله: ("تَحْلِفُونَ وَتَسْتَحِقُّونَ صَاحِبَكُمْ") فيه دلالة على أن مدعي الدم يبدءون باليمين وبه قال مالك والشافعي خلافًا لأبي حنيفة (¬5)، وقد جاء في رواية: "البينة على المدعي واليمين على من أنكر" (¬6) إلا في القسامة (¬7).
واختلف في إيجابها القود، فقال مالك بوجوبه، وخالف الشافعي، واختلف في ضابط اللوث، ومحله كتب الفروع (¬8).
وعند الشافعي: لا بد من اشتهار العداوة على نحو ما في الحديث.
¬__________
(¬1) "مجاز القرآن" 1/ 250.
(¬2) في الأصل: وقال عمر.
(¬3) نقله عنه النحاس في "معاني القرآن" 3/ 167.
(¬4) "أعلام الحديث" 2/ 1467.
(¬5) "المنتقى" 7/ 55، "الوسيط" 4/ 106.
(¬6) رواه الدارقطني 3/ 11 أو البيهقي 8/ 123، وابن عبد البر في "التمهيد" 23/ 204، 205 من حديث مسلم بن خالد، عن ابن جريج، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده. قال ابن عبد البر: إسناده فيه لين. ورواه الدارقطني 4/ 218 من حديث ابن جريج عن عطاء، عن أبي هريرة، وابن عدي في "الكامل" 8/ 9.
(¬7) ورد بهامش الأصل: رواه الدارقطني والبيهقي من حديث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده بإسناد (...) قال المؤلف: فيما قراته عليه.
(¬8) "المنتقى" 7/ 54 - 55، "الوسيط" 4/ 104 - 107.

الصفحة 625