كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 18)

فيه حديث عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو: "أَرْبَعُ خِلَالٍ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا". وسلف في الإيمان (¬1).
وحديث عَلِيٍّ: "الْمَدِينَةُ حَرَم مَا بَيْنَ عَائِرٍ .. ". إلى آخره، سلف في الحج.
وقَالَ أَبُو مُوسَى: ثَنَا هَاشِمُ بْنُ القَاسِمِ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا لَمْ تَجْتموا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا؟ فَقِيلَ لَهُ: وَكَيْفَ تَرى ذَلِكَ كَائِنًا قَالَ: إِيْ وَالَّذِي نَفْسُ أَبِي هُرَيْرَةَ بِيَدِهِ عَنْ قَوْلِ الصَّادِقِ المَصْدُوقِ. قَالُوا: عَمَّ ذَاكَ؟ قَالَ: تُنْتَهَكُ ذِمَّةُ اللهِ وَذِمَّةُ رَسُولِهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَيَشُدُّ اللهُ قُلُوبَ أَهْلِ الذّمَّةِ، فَيَمْنَعُونَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ.
وهذا التعليق كذلك في أكثر نسخ الصحيح، وقاله أيضًا أصحاب الأطراف والإسماعيلي والحميدي في "جمعه" (¬2) وأبو نعيم.
وفي بعض النسخ: حدثنا أبو موسى. وهو من أفراده.
فصل:
(الخِلَال): الخصال جمع خلة، وفي فلان خلة حسنة أو قبيحة. قال المهلب: ويحتمل أن تكون هذِه الخلال إذا كانت في رجل اشتملت على معظم أحواله فسمي بالأغلب مما يظهر منه توبيخًا له وتقبيحًا بحاله، لا على أنه منافق كافر، وفي السنة نظائر لهذا كثيرة من الحكم بالأغلب.
ومعنى: "إِذَا خَاصَمَ فَجَرَ": مال عن الحق (¬3).
فصل:
قوله في حديث علي: ("يَسْعَى بِهَا أَدْنَاهُمْ") قال الداودي يعني:
¬__________
(¬1) سلف برقم (34) باب: علامة المنافق.
(¬2) "الجمع بين الصحيحين" 3/ 261.
(¬3) "الصحاح" 2/ 778 مادة (فجر).

الصفحة 646