كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 18)

الأول، ويذموا الثاني. قال: وقد شاهدنا هذا عادة مستمرة إلى اليوم (¬1) قلت: ومنه قول الشاعر (¬2):
أسمي ويحك هل سمعت بغدرة ... نصب اللواء بها لنا في مجمع
فمقتضى هذا الحديث أن الغادر يفعل به ذلك؛ ليشتهر بالخيانة والغدر فيذمه أهل الموقف- كما سلف. ولا يبعد أن يكون الوفي بالعهد يرفع له لواء يعرف به وفاؤه وبره فيمدحه أهل الموقف.
فصل:
اللواء لا يمسكها إلا صاحب جيش الحرب ويكون الناس تبعًا له، ذكره النووي (¬3).
قال: فمعنى: "لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ" أي: علامة يشتهر بها في الناس؛ لأن موضع اللواء شهرة مكان الرئيس، لكن ذكر الأصبهاني أن عمر (سئل) (¬4): من أشعر العرب؟ فقال: زهير. فقيل: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "امرؤ القيس صاحب لواء الشعراء" (¬5) فقال عمر: اللواء لا يكون (إلا مع الأمير) (¬6).
¬__________
(¬1) "المفهم" 3/ 520.
(¬2) هو قطبة بن محصن بن عبد العزى، ومقل جدًّا.
(¬3) "مسلم بشرح النووي" 12/ 43.
(¬4) في الأصل: (ذكر)، والمثبت من (ص1).
(¬5) رواه أحمد 2/ 228 وابن عدي في "الكامل" 5/ 135 والبزار كما في "كشف الأستار" (2091) وابن حبان في "المجروحين" 3/ 150، والخطيب في "تاريخه" 9/ 370، وفي "شرف أصحاب الحديث" ص101 - 102.
وقال الهيثمي في "المجمع" 8/ 119: في إسناده أبو الجهيم شيخ هشيم بن بشير، ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
(¬6) في (ص1): (لا يكون مع اثنين).

الصفحة 665