كتاب ديوان السنة - قسم الطهارة (اسم الجزء: 19)

وآخَرَ مقرونًا بالمِسْوَر بنِ مَخْرَمة.
وأما ما قُذِف به مِن قتلِ طلحة فشيءٌ لم يَثبتْ عليه، ولم يأْتِ إلا على لسان مؤرخ مقدوح في عدالته؛ كأيي مِخْنَف وهشام وغيرِهما. والله أعلم)) (شرح سنن ابن ماجه ١/ ٥٤٠).
قلنا: ما ذكره مغلطاي من ذكر مروان في الصحابةِ لا يصحُّ:
قال أبو زرعة: ((لَمْ يَسْمَعْ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا، كَانَ مَرْوَانُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ابن خَمْسِ سِنِينَ أَوْ نَحْوَهُ)) (المراسيل ٧٢٨، وجامع التحصيل صـ ٢٧٦).
وقال الذهبيُّ: ((ولم يصح له سماع من رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكن له رؤية إن شاء الله)) (تاريخ الإسلام ٢/ ٧٠٦).
وقال في (السير ٣/ ٤٧٦): ((وقيل: له رؤية، وذلك محتمل)).
وقال ابنُ حَجرٍ: ((ولكن لا يُدرى أسمع من النبي صلى الله عليه وسلم شيئًا أم لا ... فلم يَثبتْ له أَزْيَد من الرؤية ... )) (الإصابة ١٠/ ٣٨٨).
قلنا: وما ذكروه من الرؤية أيضًا لا يصحُّ؛ وذلك أن مستندَ مَن قالَ ذلك قول الواقدي: ((رأى النبيَّ صلى الله عليه وسلم، ولم يَحفظْ عنه شيئًا، وتُوفي النبيُّ صلى الله عليه وسلم وهو ابنُ ثمان سنين)) (رجال صحيح البخاري للكلاباذي ٢/ ٧١٥). والواقديُّ لا يُعتمدُ عليه.
وقد أنكرَ البخاريُّ أنه رَأى النبيَّ صلى الله عليه وسلم.
قال الترمذيُّ: ((سألتُ محمدًا -يعني البخاريَّ- قلتُ له: مَرْوانُ بنُ الحكمِ رَأى النبيَّ صلى الله عليه وسلم؟ قال: لا)) (تحفة التحصيل، صـ ٢٩٨).
وذَكَر ابنُ عبدِ البرِّ أنه لا رؤيةَ له تعتبر أيضًا، وقال: ((لأنه خرجَ صغيرًا مع

الصفحة 19