كتاب ديوان السنة - قسم الطهارة (اسم الجزء: 19)

[التحقيق]:
هذا إسنادٌ واهٍ؛ فيه: صالح بن حيان القرشيُّ الكوفيُّ، ضعيفٌ، وله أحاديثُ منكرةٌ، (تهذيب التهذيب ٤/ ٣٨٦)، و (التقريب ٢٨٥١).
وبه أعلَّهُ ابنُ حِبَّانَ فترجمَ له في (المجروحين)، وقال: "يَروي عن الثقاتِ أشياء لا تشبه حديث الأثبات، لا يعجبني الاحتجاج به إذا لم يوافقِ الثقات"، ثم روى عن ابنِ مَعِينٍ أنه ضَعَّفَهُ، ثم قال: "وهو الذي يَروي عن ابنِ بُرَيْدَةَ عن أبيه ... "، وساقَ الحديثَ، (المجروحين ١/ ٤٦٩).
وتبعه ابنُ طَاهِرٍ فقال: "رواه صالح بن حيان، وصالح هذا ضعيف" (التذكرة ٢٥٥).
فأما ابنُ عَدِيٍّ، فرواه في ترجمة محمد بن الوليد بن أبان القلانسي البغدادي، المتهم بالوضع وسرقة الحديث، وقال -عقبه-: "وهذا حديثٌ مرسلٌ أوصله ابنُ أبان"، ثم قال -في آخر الترجمة-: "ولمحمد بن الوليد غير ما ذكرتُ مما يسرقه منَ الثقاتِ" (الكامل ٩/ ٤١٢، ٤١٦).
قلنا: وقد ذكر ابنُ الجوزيِّ في (الضعفاء ٣٢٣٦) والذهبيُّ في (الميزان ٤/ ٦٠) أن القلانسيَّ هذا يقال له: البسري (¬١)، فإن كان هو صاحب الحديث فالإسناد ساقط، ولكن يعكر على ذلك وصفه بالقرشي عند ابنِ حِبَّانَ؛ وذلك لأن القلانسيَّ بغداديٌّ، ولم يذكروا في ترجمتِهِ أنه قرشيٌّ، وإنما القرشيُّ هو
---------------
(¬١) لم نجدْه في (اللسان ٧٥٣٥)، ونخشى أن يكون ابن الجوزي قال ذلك خلطًا بين الرجلين، فإن عبارته: "وهو الذي يقال له البسري"، كما نخشى أن يكون ما في (الميزان) قد تبع فيه ابن الجوزي، إذ لم نجده في غير هذا الموضع من كتبه، ولم يذكره ابن حجر كما سبق.

الصفحة 633