أما اللفظ الأول- ((سألتُ بُسْرةَ فصَدَّقته)) - فرواه ابنُ الجارودِ في (المنتقى ١٨)، وابنُ خُزيمةَ في (صحيحه) كما في (مراسلة البُلقيني لابنِ حَجرٍ- الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابنِ حَجرٍ، للسخاوي ١/ ٣٤٧)، وابنُ حِبَّانَ في (الصحيح ١١٠٩)، وغيرُهُم، من طريقِ ابنِ أبي فُدَيْك، عن ربيعة بن عثمان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن مروان، عن بُسْرةَ، أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((مَنْ مَسَّ ذَكَرَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ)). قال عروةُ: ((سألتُ بُسْرةَ فصَدَّقته)).
وهذا إسنادٌ رجاله ثقات، غير ربيعة بن عثمان، فمختلفٌ فيه؛ فقال وكيعٌ: ((نا ربيعة بن عثمان التيمي: وكان فيه عسر، وكان عنده أحاديث حسنة، وكان ثقة)) (تاريخ أسماء الثقات ٣٦١)، ووَثَّقَهُ ابنُ مَعِينٍ (الجرح والتعديل ٣/ ٤٧٧). وقال ابنُ سعد: ((كان ثقةً ثبتًا قليلَ الحديثِ، وكان فيه عسر)) (الطبقات الكبرى ٧/ ٥٥٠). وقال النسائيُّ: ((ليس به بأس)) (تهذيب الكمال ٩/ ١٣٣). وقال البزارُ: ((مدنيٌّ، لا بأسَ به)) (المسند ١٥/ ٣٠٩)، وذكره ابنُ حِبَّانَ في (الثقات ٦/ ٣٠١). وقال الحاكمُ: ((من ثقات أهل المدينة، ممن يُجْمَع حديثه)) (سؤالات السجزي ١٩٢).
بينما قال أبو زرعة: ((إلى الصدق ما هو، وليس بذاك القوي)). وقال أبو حَاتمٍ: ((منكرُ الحديثِ، يُكتبُ حديثُهُ)) (الجرح والتعديل ٣/ ٤٧٧).
ولَخَّص حاله الحافظ بقوله: ((صدوقٌ له أوهامٌ)) (التقريب ١٩١٣).
وتابع ربيعةَ: عنبسةُ بنُ عبدِ الواحدِ، كما عند الحاكمِ في (المستدرك ٤٨١)، وغيره، من طريق محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، ثنا عبد الله بن عمر بن أبان، ثنا عنبسة بن عبد الواحد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن مروان، عن بُسْرةَ، أنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ مَسَّ فَرْجَهُ، فَلَا يُصَلِّ حَتَّى يَتَوَضَّأَ)) قال: فأتيتُ بُسْرةَ فحدَّثتني كما حدَّثني مروانُ