كتاب ديوان السنة - قسم الطهارة (اسم الجزء: 19)

وثانيهم: عبد الله بن بحير الصنعانيُّ القاص (وقد جَزَمَ أبو داود وغيره أن جده: ريسان)، وهذا هو الذي روى عنه هشام بن يوسف، وأثنى عليه، ووصفه بالإتقان.
وثالثهم: أبو وائل الصنعانيُّ المرادي القاص، لا يُعرف اسمه.
وهذا هو صاحب حديثنا في الوضوء من الغضب، وهو آخر غير المذكورين آنفًا، فلا يلحقه ثناء هشام بن يوسف ولا توثيق ابن حِبَّانَ، فما هي حاله إذن؟ !
قد ذَكَر ابنُ أبي حاتم أن ابنَ مَعِينٍ وَثَّقَهُ كما في (الجرح والتعديل ٩/ ٤٥٢).
وذَكَر ابنُ حِبَّانَ في (المجروحين) أنه يَروي العجائب التي كأنها معمولة. وقال: "لا يجوز الاحتجاج به" (المجروحين ١/ ٥١٨).
وَأَقرَّهُ السمعانيُّ في (الأنساب ١٠/ ٣٠٢)، وابنُ الجوزيِّ في (الضعفاء ١٩٨٩)، وابنُ طَاهِرٍ القيسرانيُّ في (التذكرة ١١١٠)، وابنُ ناصر الدين في (التوضيح ١/ ٣٥٣).
بينما اضطربَ فيه الذهبيُّ: فسارَ في (التذهيب ٣٢١٩) و (الكاشف ٢٦٤٠) على درب المزيِّ، غير أنه قال في (الكاشف): "وُثِّقَ، وليس بذاك"! بينما قال في (التذهيب): "وَثَّقَهُ ابنُ مَعِينٍ وغيرُه" -يَقصد هشامًا، وقد بينا أن توثيقَه ليس لأبي وائل-، ثم نقلَ جرحَ ابن حِبَّانَ له، وتعقبه قائلًا: "لم يفرقْ بينهما أحدٌ قبلَ ابنِ حِبَّانَ، وهما واحد" (¬١)!
---------------
(¬١) وتعقبه في ذلك ابن ناصر الدين في (التوضيح ١/ ٣٥٣)، ومغلطاي في (الإكمال ٢٨١٢).

الصفحة 652