ابنِ عمرَ، وقيل: سعد بن أبي وقاص، وعائشة.
قال البيهقيُّ: ((وقد صَحَّتِ الروايةُ عن سعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن عمر، وعائشة بنت أبي بكر الصديق، رضي الله عنهم- أنهم كانوا يوجبون الوضوء إذا مَسَّ الذَّكَرَ)) (الخلافيات ٢/ ٢٧٦).
قلنا: هذا أكثر ما ذُكر في هذا الحديثِ من طعون، وما أجابَ به مَن ذَهب إليه، وقد ذكرنا في ثنايا التحقيق كثيرًا من المصححين له ومَن طعنوا فيه، ونذكر منَ المصححين والأقوال ممن لم نذكرهم جملة:
فروى عبدُ الملكِ الميمونيُّ عن ابنِ مَعِينٍ، أنه قال: ((إنما يَطعنُ في حديثِ بُسْرةَ مَن لا يذهبُ إليه)) (التحقيق لابنِ الجوزيِّ ١/ ١٨٢) و (البدر المنير ٢/ ٤٦١).
وسياقه عند مغلطاي أتم، فقال: ((وفي كتابِ الميمونيِّ: قلتُ لابنِ مَعِينٍ: أيُّ حديثٍ عن النبيِّ عليه السلام أثبتُ في الوُضُوءِ مِن مَسِّ الذَّكرِ؟ قال: حديثُ بُسْرةَ صحيحٌ، مِن أثبتها، وإنما يطعنُ عليه مَن لا يذهبُ إليه. قلتُ: فلِمَ لا تَتَوضَّأُ أنتَ مِنه؟ ! قال: لأني رأيتُ أصحابَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم لا يَتَوَضَّأُ بعضُهم. قلتُ: فإذا اختلفَ الصحابةُ في شيءٍ وأنتَ تجدُهُ عن النبيِّ عليه السلام تدعه؟ ! )) (شرح ابن ماجه ١/ ٥٣١ - ٥٣٢).
قلنا: وتقدَّمَ عن مُضَر بن محمد أنه قال: سألتُ يحيى بنَ مَعِينٍ: أيُّ حديثٍ يصحُّ في مَسِّ الذَّكَرِ؟ فقال يحيى: لولا حديثٌ جاءَ عن عبد الله بن أبي بكر لقلتُ: لا يصحُّ فيه شيءٌ؛ فإن مالكًا يقول: حدثنا عبد الله بن أبي بكر قال: حدثنا عروة قال: حدثنا مروان قال: حدثتني بُسْرةَ)) (الاستذكار ٣/ ٢٧ - ٢٨).