كتاب سنة الترك ودلالتها على الأحكام الشرعية

هذه المصلحة تفويت شيء من الضروريات أو كلها.
ومن الأمثلة على ذلك: تولية أبي بكر - رضي الله عنه - الخلافة من بعده لعمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وجمع القرآن الكريم (¬1).
وأما شروط العمل بالمصلحة المرسلة فهي (¬2):
الأول: ألا تكون المصلحة مصادمة لِنَصٍّ أو إجماع.
الثاني: أن تعود على مقاصد الشريعة بالحفظ والصيانة.
الثالث: ألا تكون المصلحة في الأحكام التي لا تتغير، كوجوب الواجبات، وتحريم المحرمات والحدود والمقدرات الشرعية، ويدخل في ذلك الأحكام المنصوص عليها والمجمع عليها، وما لا يجوز فيه الاجتهاد.
الرابع: ألَّا تُعارضها مصلحة أرجح منها أو مساوية لها وألَّا يستلزم من العمل بها مفسدة أرجح منها أو مساوية لها.
وأما العلاقة بين السُّنَّة التَّرْكِيَّة والمصلحة المُرسلة فيمكن بيانه في أمرين:
أولاً: وجه الاتفاق بين سُنَّة التَّرْكِ والمصلحة المرسلة:
تتفق سُنَّةِ التَّرْك مع المصلحة المرسلة في أن كُلًّا منهما
¬_________
(¬1) انظر المصالح المرسلة للشنقيطي ص (11، 12) ورحلة الحج إلى بيت الله الحرام ص (175، 176).
(¬2) انظر مجموع الفتاوى (11/ 343) وإغاثة اللهفان من مصايد الشيطان (1/ 330، 331) والمصالح المرسلة للشنقيطي ص (21).

الصفحة 51