كتاب تكملة المعاجم العربية (اسم الجزء: 1)

الرجوع إليها. ولهذا السبب نفسه فقد أضفت إلى فهرست المصادر ذيلا يحتوي على أسماء كتب الرحالة التي لم أجد فيها ما يفيد.
أن بعض العلماء الأصدقاء قد أغنوا معجمي بمساهماتهم القيمة، فالأستاذ رايت من جامعة كمبرج قد أرسل إلي مدوناته وملاحظاته اللغوية التي استخلصها من ديوان الهذليين، وديوان امرئ القيس، والكامل للمبرد، والمفصل، وكتاب أبي الوليد، ومن ترجمة السعدية للمزامير، ومن المعجم السرياني لباين سميث، ومن بار على، ومن وثائق مرقص. كل هذه كانت مفيدة لي، غير أن أكثرها فائدة هي تلك التي استخلصها من كتاب أبي الوليد، فهذا المصنف كان يهتم كثيرا باللهجة العربية الأندلسية، ولا أدري إذا كنت أجد الجرأة على قراءة معجمه العبري من أوله إلى آخره، غير أن السيد رايت الذي قرأ مسودات طبعته المتقنة التي عني بنشرها نويباور قد أحسن إلي كل الإحسان حين أرسل إلي ملاحظاته عنه عندما علم أن ذلك سيفيدني. أما الشروح العربية لبار علي وشروح الشراح الآخرين في معجم باين سميث فلغاتها متفاوتة، فالدراسة فيها لا تزال في بدايتها، والأغلاط الكثيرة في مخطوطاتها تجعلها صعبة مشكوكا في صحتها، ولذلك فلابد أن ينظر بحذر إلى ما في معجمي منها.
ولسيمونيه أستاذ العربية في غرناطة علي منة كبرى. فقد أرسل إلي خلاصات ثمينة مستخلصة من كتاب في الزراعة عجيب من تأليف ابن ليون، وخلاصات من عدد من مخطوطات الاسكوريال والمكتبات الأسبانية الأخرى (فكل النصوص التي أذكرها من هذا النوع هي منه). كما أرسل إلي كذلك كثيراً من النصوص التي عثر عليها في السجلات العربية في بلاده. وهو فضلا عن هذا قد مهد لي سبيل معرفة أصول كثير من الكلمات، وأغلبها قد عفى عليه الزمن وبطل استعمالها. وهي كلمات أخذها العرب من اللهجات الرومانية (المشتقة من اللاتينية) يتكلمها أهالي شبه جزيرة إبريا. وقد ألف سيمونيه كتابا فريداً في هذا الموضوع، كان يتكرم علي بإرسال ما يطبع منه شيئاً فشيئاً. ومما يؤسف له إنه لم يطبع منه إلا ثلاثة أسفار، ثم توقف طبعه في السنوات الأخيرة لنقص في الأموال، فقد كان يطبع على نفقة الحكومة، ومعروف ان مالية الدولة في أسبانيا ليست الجانب المشرق منها. ومع ذلك فإن معجمي لم يتأثر بهذا التوقف الذي يؤسف له، فقد كان الأستاذ سيمونيه يسرع فيزوردني بالمعلومات التي أطلبها منه كلما طلبت إليه شيئاً منها.
ولم يتأخر صديقي الفاضل أماري عن مساعدتي، فبفضله استطعت أن أستعير مخطوطة المستعيني الفريدة من مكتبة نابولي، كما إنه استنسخ لي معجم باجني، وفضلا عن هذا فقد قدم لي خلاصات من إجازات العرب الصقليين التي أرسلها إليه الأستاذ كوز في باليرمو، وهي التي نشرها هذا الأستاذ بعد ذلك في مجموعته الكبيرة. وأني لآسف أن هذه المجموعة المؤرخة في سنة 1868 تاريخ بدء طبعها والتي لم تظهر للناس إلا بعد ست سنوات - لم تصل إليّ إلا في الوقت الذي استغرقت فيه في تأليف معجمي وتحريره فلم أستطع الإفادة منها.

الصفحة 26