كتاب الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية لابن قتيبة
الحرف والحرفين، ولذلك أصل في الكتاب، أمخلوق هو أم غير مخلوق؟
فقلت: هو غير مخلوق ما لم يقصد به إلى تلاوة القرآن.
فقال لي: فإذن القرآن يصير كلاماً بنيتك والكلام يصير قرآناً بنيتك.
قلت له: إن القول القليل قد يتغير بالنية والقصد وأنا أقر لك بذلك.
ثم قلت له: أما تعلم أن {لا إله إلا الله} رأس الإيمان وكلمة التوحيد.
قال: بلى.
قلت: فما تقول في ملحد قال: (لا إله) . يريد النفي ماذا تكون كلمته؟
فقال: كفراً.
قلت: فإذن شطر كلمة التوحيد قد صار كفراً بالنية.
ثم قلت له: ما تقول في مؤمن أراد أن يقول: {لا إله إلا الله} فقال: (لا إله) ثم انقطع نفسه وسها. ما كان قوله؟
قال: إيماناً بحاله.
قلت له: فإذن ما كان هناك كفراً بالنية قد صار ههنا إيماناً بالنية.
وقلت له: ما تقول أنت في القرآن؟
قال: مخلوق.
قلت: وفي أفعال العباد؟
قال: غير مخلوقة.
قلت: ما تقول في قول الله: {ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين} ما هو؟
قال: آية.
قلت: فهي عندك أمخلوقة أم غير مخلوقة؟
قال: مخلوقة.
قلت: فإن دعبل بن علي الشاعر جعلها بيتاً في شعر له طويل فقال:
الصفحة 67
72