كتاب نقد «نصوص حديثية في الثقافة العامة»

ثم يقدم خلاصتها إلى طلابه مع التخريج المذكور، وإلا فمثل هذا التخريج المبتور الذي جرى عليه الأستاذ المشار إليه، مما لا يعجز عنه أحد من الطلاب أنفسهم إن شاء الله تعالى.
وليس القصد من تقديم هذه البحوث هو نقد كتاب الأستاذ بالذات، لأن الكتاب مثل أي كتاب يضعه أستاذ مادته، فإذا ما ترك منصبه لحقه كتابه، فصار نسيًا منسيًّا! وإنما الغرض، أن نعرض على الطلاب وغيرهم بعض الأمثلة العملية، من التحقيق العلمي والنقد النزيه، لعلنا بذلك نقوم بشيء من واجب البيان، والنصح للمسلمين.
وقد نشرت في خمس مقالات في مجلة التمدن الإسلامي الغراء (المجلد 33 و 34) فرأيت أن أجمعها في هذه الرسالة، تعميمًا للفائدة. راجيًا المولى سبحانه وتعالى أن ينفع بها، ويدخر لي ثوابها، إنه خير مسئول، وبه التوفيق. (¬1)

دمشق 17 ذي الحجة سنة 1387
محمد ناصر الدين الألباني
¬__________
(¬1) ثم وقفت على كتاب "فقه السيرة" للأستاذ الفاضل الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي فرأيته نحا فيه نحو الأستاذ الكتاني، فأورد فيه كثيرًا من الأحاديث الضعيفة والمنكرة، بل وما لا أصل له البتة، ولكنه زاد عليه فنص في المقدمة أنه اعتمد فيه على ما صح من الأحاديث والأخبار! ولكن دراستي للكتاب بينت أنها دعوى مجردة، وأن جل اعتماده كان على كتاب فضيلة الشيخ محمد الغزالي: "فقه السيرة" الذي لم يقتصر الدكتور على أن يأخذ اسمه فقط، بل زاد عليه فاستفاد منه كثيرًا من بحوثه ونصوصه بل وعناوينه! كما استفاد من تخريجي إياه المطبوع معه مع اختصار مخل، ليستر بذلك ما قد فعل! وقد انتقدني في ثلاثة مواطن منه تمنيت -يشهد الله- أن يكون مصيبًا ولو في واحد منها، ولكنه على العكس من ذلك، فقد كشف بذلك كله، أن هذه الشهادات العالية وما يسمونه بـ (الدكتوراه) لا تعطي لصاحبها علمًا وتحقيقًا وأدبًا، وإني لأرجو أن تتاح لي الفرصة، لأتمكن من بيان هذا الإجمال. والله المستعان.

الصفحة 4