كتاب الانتصار لأهل الأثر المطبوع باسم «نقض المنطق» (اسم الجزء: الكتاب)
سلطان.
فالدينُ ما شرَعه الله ورسوله، وقد بيَّن أصولَه وفروعَه، ومن المحال أن يكون الرسولُ قد بيَّن فروعَ الدين دون أصوله، كما قد بينَّا هذا في غير هذا الموضع (¬١).
فهكذا لفظ «النظر، والاعتبار، والاستدلال».
وعامَّةُ هذه الضلالات إنما تَطْرُقُ من لم يعتصم بالكتاب والسُّنة، كما كان الزُّهريُّ يقول: «كان علماؤنا يقولون: الاعتصام بالسُّنة هو النجاة» (¬٢)، وقال مالك: «السُّنة سفينةُ نوح، من رَكِبَها نجا، ومن تخلَّف عنها غَرِق» (¬٣).
وذلك أن السُّنة والشريعة والمنهاج هو الصراطُ المستقيمُ الذي يُوصِلُ العبادَ إلى الله, والرسول هو الدليلُ الهادي الخِرِّيتُ (¬٤) في هذا الصراط، كما قال تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (٤٥) وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا} [الأحزاب: ٤٥، ٤٦]، وقال تعالى: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ
---------------
(¬١). انظر: «مجموع الفتاوى» (١٩/ ١٥٥ - ٢٠٢) , ونُشِر هذا الفصل مفردًا وضمن عدة مجموعات بعنوان «معارج الوصول إلى أن معرفة أصول الدين وفروعه قد بينها الرسول».
(¬٢). أخرجه الدارمي (٩٧)، واللالكائي (١٥, ١٣٦)، وأبو نعيم (٣/ ٣٦٩) , وغيرهم من وجوهٍ أحسنَ سياقها أبو إسماعيل الأنصاري في «ذم الكلام» (٤٩٥).
(¬٣). أخرجه الخطيب في «تاريخ بغداد» (٨/ ٣٠٩) , وأبو إسماعيل الأنصاري الهروي في «ذم الكلام» (٨٨٥).
(¬٤). الماهر. وفي الأصل: «الهادي الخريت الدليل» , والمثبت من (ط) أصح.