كتاب جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير» (اسم الجزء: 19)
(مسند حُبَيش بن خالد بن الأشعر الخزاعى القديدى وهو أخو عاتكة أم معبد - رضي الله عنهما -)
240/ 1 - " عَنْ حِزَام بْنِ هِشَامٍ، عَنْ حُبَيْشِ بْنِ خَالِدٍ الخُزَاعِىَّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - حِينَ خَرَجَ مِنْ مَكَّةَ، وَخَرَجَ مِنْهَا مُهَاجرًا إِلَى المَدِينَةِ هُوَ وَأَبُو بَكْرٍ وَمَوْلَى أبِى بَكْرٍ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ وَدَلِيلُهُما اللَّيْثىُّ عَبْدُ الله بْنُ الأُرَيقطِ مَرُّوا عَلَى خَيْمَتىْ أُمِّ مَعْبَد الخُزَاعِيَّةِ، وَكَانَتْ بَرْزَةً (*) جَلْدَةً تَحْتَبِى بِفِنَاءِ القُبَّةِ ثم تَسقِى وَتُطْعِمُ، فَسَأَلُوهَا لَحْمًا وَتَمْرًا لِيَشْتَرُوهُ مِنْهَا، فَلَمْ يُصِيبُوا عِنْدَهَا شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ، وَكَانَ القَوْمُ مُرْمِلِينَ (* *) مُسْنِتِينَ (* * *)، فَنَظَرَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إِلَى شَاةٍ فِى كِسْرِ المغيمة (* * * *)، فَقَالَ: مَا هَذِهِ الشَّاةُ يَا أُمَّ مَعْبَدٍ؟ ، قَالَتْ: خَلَّفَهَا الجَهْدُ عَن الغَنَمِ، قَالَ: فَهَلَ بِهَا مِنْ لَبَنٍ؟ ، قَالَتْ: هِىَ أَجْهَدُ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: أَتَأذَنِينَ أَنْ أَحْلُبَهَا؟ ، قَالَتْ: بلَى! بِأَبِى أَنْتَ وَأُمِّىِ نَعَمْ، إِنْ رَأَيْتَ بِهَا حَلبًا فَاحْلُبْهَا، فَدَعَا بِها رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فَمَسَحَ بِيدِه ضَرْعَهَا وَسَمَّى الله - عَزَّ وَجَلَّ - وَدَعَا لَهَا فِى شاتِهَا فَتفَاجَّتْ عَلَيْهِ وَدَرَّتْ وَاجْتَرَّتْ، وَدَعَا بِإِنَاءٍ يربض الرَّهْطَ (* * * * *) فَحَلَبَ فيهَا ثَجّا حتَّى عَلَاهُ البَهَاءُ، ثُمَّ سَقَاها حَتَّى رَوِيَتْ، وَسَقَى أَصْحَابَهُ حَتَّى رَوُوْا، وَشَرِبَ آخِرَهُمْ - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ أَرَاضُوا (* * * * * *) ثُمَّ حَلَبَ فِيهَا ثَانِيًا بَعْدَ بدء حَتَّى مَلأَ الإِنَاءَ، ثُمَّ غَادَرَهُ عِنْدَهَا، ثُمَّ بايعها، وَارْتَحَلُوا عَنْهَا، فَقَلَّمَا لَبِثَتْ حَتَّى جَاءَ زَوْجُهَا أَبُو مَعْبَدٍ يَسُوقُ
¬__________
(*) برزة: من البروز، وهو الظهور والخروج. يقال امرأة برزة: إذا كانت كهلة لا تحتجب احتجاب الشواب .. نهاية 1/ 17
(* *) (مرملين) أى نفد زادهم .. نهاية 2/ 265
(* * *) (مسنتين) أى: مجدبين، أصابتهم السنة. أى القحط والجدب .. نهاية 2/ 407
(* * * *) كذا بالأصل، وفى الطبرانى كسر (الخيمة) ومعناه أى جانبه، ولكل بيت كسران عن يمين وشمال. وتفتح الكاف وتكسر .. نهاية، ج 4/ 172
(* * * * *) يربض الرهط: أى يرويهم ويثقلهم حتى يناموا ويمتدوا على الأرض، من ربض في المكان يربض: إذا لصق به وأقام ملازمًا له، يقال: أربضت الشمس: إذا اشتد حرها حتى تربض الوحش في كناسها. (نهاية 2/ 184).
(* * * * * *) أراضوا: من أراض الحوض: إذا صب فيه الماء ما يوارى أرضه، والرض: نحو من نصف قربة.
الصفحة 799