كتاب رسالة في فرضية اتباع السنة، والكلام على تقسيم الأخبار وحجية أخبار الآحاد - ضمن «آثار المعلمي»

قد روى مالك (¬١) عن ربيعة عن غير واحد من علمائهم حديث أبي موسى، وأن عمر قال لأبي موسى: أما إني لم أتهمك، ولكن خشيت أن يتقول الناس على رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ... ".
أقول: وفي "الفتح" (¬٢) عن رواية أخرى: "فقال عمر لأبي موسى: والله إن كنت لأمينًا على حديث رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، ولكن أحببت أن أستثبت".
وفيه (¬٣) عن رواية أخرى: أن أُبي بن كعب أنكر على عمر مقالته لأبي موسى، وقال: يا ابن الخطاب، فلا تكوننَّ عذابًا على أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -. قال: سبحان الله! إنما سمعت شيئًا فأحببت أن أتثبَّت.
وفيه (¬٤): "قال ابن بطال: ... وقد قبل عمر خبر العدل الواحد بمفرده في توريث المرأة من دية زوجها، وأخذ الجزية من المجوس، إلى غير ذلك، لكنه كان يستثبت إذا وقع له ما يقتضي ذلك.
وقال ابن عبد البر (¬٥): [٦٦] يحتمل أن يكون حضر عند عمر من قرُبَ عهده بالإسلام، فخشي أن أحدهم يختلق الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - عند الرغبة والرهبة ... فأراد أن يعلمهم أن من فعل شيئًا من ذلك ينكر عليه حتى يأتي بالمخرج".
---------------
(¬١) في "الموطأ" (٢/ ٩٦٤).
(¬٢) (١١/ ٣٠).
(¬٣) (١١/ ٢٨، ٢٩). وفيه: "فلا تكون"، "وأن أثبت". والتصويب من "صحيح مسلم" (٢١٥٤).
(¬٤) (١١/ ٣٠).
(¬٥) كما في "الفتح" (١١/ ٣٠). وانظر "التمهيد" (٣/ ٢٠٠).

الصفحة 115