كتاب المسند المصنف المعلل (اسم الجزء: 19)

٩٠٣٢ - عن عبد الله بن عباس؛ أن عمر بن الخطاب, رضي الله عنه, خرج إلى الشام, حتى إذا كان بسرغ, لقيه أمراء الأجناد: أَبو عُبَيدة بن الجَراح, وأصحابه، فأخبروه؛ أن الوباء قد وقع بأرض الشام, قال ابن عباس: فقال عمر: ادع لي المهاجرين الأولين, فدعاهم فاستشارهم, وأخبرهم أن الوباء قد وقع في الشام, فاختلفوا, فقال بعضهم: قد خرجت لأمر، ولا نرى أن ترجع عنه, وقال بعضهم: معك بقية الناس, وأصحاب رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم , ولا نرى أن تقدمهم على هذا الوباء, فقال: ارتفعوا عني, ثم قال: ادعوا لي الأنصار, فدعوتهم فاستشارهم، فسلكوا سبيل المهاجرين، واختلفوا كاختلافهم، فقال: ارتفعوا عني, ثم قال: ادع لي من كان هاهنا من مشيخة قريش, من مهاجرة الفتح, فدعوتهم، فلم يختلف منهم عليه رجلان، فقالوا: نرى أن ترجع بالناس، ولا تقدمهم على هذا الوباء، فنادى عمر في الناس: إني مصبح على ظهر، فأصبحوا عليه، فقال أَبو عُبَيدة بن الجَراح: أفرارا من قدر الله؟ فقال عمر: لو غيرك قالها يا أبا عبيدة، نعم, نفر من قدر الله إلى قدر الله، أرأيت لو كان لك إبل، هبطت واديا له عدوتان، إحداهما خصبة، والأخرى

⦗٤٦١⦘
جدبة، أليس إن رعيت الخصبة رعيتها بقدر الله، وإن رعيت الجدبة رعيتها بقدر الله؟ قال: فجاء عبد الرَّحمَن بن عوف، وكان متغيبا في بعض حاجته, فقال: إن عندي في هذا علما, سمعت رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم يقول:
«إذا سمعتم به بأرض, فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها, فلا تخرجوا فرارا منه».
قال: فحمد الله عمر, ثم انصرف (¬١).
---------------
(¬١) اللفظ للبخاري.

الصفحة 460