كتاب المسند المصنف المعلل (اسم الجزء: 19)

- وفي رواية: «عن عبد الله بن العباس، قال: خرج عمر بن الخطاب، يريد الشام، حتى إذا كان في بعض الطريق، لقيه أَبو عُبَيدة بن الجَراح وأصحابه، فأخبروه أن الوباء قد وقع بالشام، قال: فاستشار الناس، فأشار عليه المهاجرون والأنصار، أن يمضي، وقالوا: قد خرجنا لأمر ولا نرى أن نرجع عنه، وقال الذين أسلموا يوم الفتح: معاذ الله، أن نرى هذا الرأي، أن نختار دار البلاء على دار العافية، وكان عبد الرَّحمَن بن عوف غائبا، فجاء، فقال: إن عندي من هذا علما، قال: سمعت رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم يقول: إذا سمعتم به في أرض، فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها، فلا تخرجوا فرارا منه».
قال: فنادى عمر في الناس، فقال: إني مصبح على ظهر، فأصبحوا عليه، فقال له أَبو عبيدة: يا أمير المؤمنين، أفرارا من قدر الله؟ فقال عمر: لو غيرك قالها يا أبا عبيدة، نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله، أرأيت لو كانت لك إبل، فهبطت واديا له عدوتان، إحداهما خصبة، والأخرى جدبة، أليس إن رعيت الخصبة رعيتها بقدر الله، وإن رعيت الجدبة رعيتها بقدر الله؟ قال: نعم، قال: وقال له: أرأيت لو رعى الجدبة، وترك الخصبة، أكانت معجزة؟ قال: نعم، قال: فسر إذا، قال: فسار حتى أتى المدينة، فقال: هذا المحل، وهذا المنزل، إن شاء الله.

⦗٤٦٢⦘
قال الزُّهْري: فأخبرني سعيد بن المُسَيب؛ أن عمر بن الخطاب، رجع بالناس يومئذ، من سرغ (¬١).
---------------
(¬١) اللفظ لعبد الرزاق، «المُصَنَّف».

الصفحة 461