كتاب المسند المصنف المعلل (اسم الجزء: 19)

٩٠٤١ - عن إبراهيم بن عبد الرَّحمَن بن عوف، عن عبد الرَّحمَن بن عوف، أنه قال:
«بينا أنا واقف في الصف يوم بدر، نظرت عن يميني وشمالي، فإذا أنا بين غلامين من الأنصار، حديثة أسنانهما، تمنيت لو كنت بين أضلع منهما، فغمزني أحدهما، فقال: يا عم، هل تعرف أبا جهل؟ قال: قلت: نعم، وما حاجتك إليه يا ابن أخي؟ قال: أخبرت أنه يسب رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم والذي نفسي بيده، لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده، حتى يموت الأعجل منا، قال: فتعجبت لذلك، فغمزني الآخر، فقال مثلها، قال: فلم أنشب أن نظرت إلى أبي جهل يزول في الناس، فقلت: ألا تريان، هذا صاحبكما الذي تسألان عنه، قال: فابتدراه، فضرباه بسيفيهما حتى قتلاه، ثم انصرفا إلى رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم فأخبراه، فقال: أيكما قتله؟ فقال كل واحد منهما: أنا قتلت، فقال: هل مسحتما سيفيكما؟ قالا: لا، فنظر في السيفين، فقال: كلاكما قتله، وقضى بسلبه لمعاذ بن عَمرو بن الجموح».
والرجلان: معاذ بن عَمرو بن الجموح، ومعاذ بن عفراء (¬١).
- وفي رواية: «إني لفي الصف يوم بدر، إذ التفت، فإذا عن يميني وعن يساري فتيان، حديثا السن، فكأني لم آمن بمكانهما، إذ قال لي أحدهما سرا من صاحبه: يا عم، أرني أبا جهل، فقلت: يا ابن أخي، وما تصنع به؟ قال: عاهدت الله إن رأيته أن أقتله، أو أموت دونه، فقال لي الآخر سرا من صاحبه

⦗٤٧٥⦘
مثله، قال: فما سرني أني بين رجلين مكانهما، فأشرت لهما إليه، فشدا عليه مثل الصقرين، حتى ضرباه، وهما ابنا عفراء» (¬٢).
أخرجه ابن أبي شيبة (٣٧٨٣١) قال: حدثنا يزيد بن هارون، عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه. و «أحمد» (١٦٧٣) قال: حدثنا أَبو سلمة، يوسف بن يعقوب المَاجِشون، عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرَّحمَن بن عوف.
---------------
(¬١) اللفظ لمسلم.
(¬٢) اللفظ للبخاري (٣٩٨٨).

الصفحة 474