كتاب المسند المصنف المعلل (اسم الجزء: 19)

- وفي رواية: «أن رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم لما رأى قريشا قد استعصوا عليه، قال: اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف، قال: فأخذتهم السنة، حتى حصت كل شيء، حتى أكلوا الجلود، والعظام، وقال أحدهما: حتى أكلوا الجلود، والميتة، وجعل يخرج من الرجل كهيئة الدخان، فأتاه أَبو سفيان، فقال: أي محمد، إن قومك قد هلكوا، فادع الله، عز وجل، أن يكشف عنهم، قال: فدعا، ثم قال: اللهم إن يعودوا فعد، هذا في حديث منصور، ثم قرأ هذه الآية: {فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين}» (¬١).
- وفي رواية: «عن مسروق، قال: كنا عند عبد الله جلوسا، وهو مضطجع بيننا، فأتاه رجل، فقال: يا أبا عبد الرَّحمَن، إن قاصا عند أَبواب كندة يقص، ويزعم؛ أن آية الدخان تجيء، فتأخذ بأنفاس الكفار، ويأخذ المؤمنين منه كهيئة الزكام؟ فقال عبد الله، وجلس وهو غضبان: يا أيها الناس، اتقوا الله، من علم منكم شيئا، فليقل بما يعلم، ومن لم يعلم، فليقل: الله أعلم، فإنه أعلم لأحدكم أن يقول، لما لا يعلم: الله أعلم، فإن الله، عز وجل، قال لنبيه صَلى الله عَليه وسَلم: {قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين}؛ إن رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم لما رأى من الناس إدبارا، فقال: اللهم سبع كسبع يوسف، قال: فأخذتهم سنة حصت كل شيء، حتى أكلوا الجلود والميتة، من الجوع، وينظر إلى السماء أحدهم، فيرى كهيئة الدخان، فأتاه أَبو سفيان، فقال: يا محمد، إنك جئت تأمر بطاعة الله، وبصلة الرحم، وإن قومك قد هلكوا، فادع الله لهم، قال الله، عز وجل: {فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين. يغشى الناس هذا عذاب أليم} إلى قوله: {إنكم عائدون}،

⦗٥٩⦘
قال: أفيكشف عذاب الآخرة؟ {يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون} فالبطشة يوم بدر، وقد مضت آية الدخان، والبطشة، واللزام، وآية الروم» (¬٢).
---------------
(¬١) اللفظ لأحمد (٤٢٠٥).
(¬٢) اللفظ لمسلم (٧١٦٨).

الصفحة 58