كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 19)
وهُمْ صرموا حبالكَ يومَ سلْعٍ ... وخانكَ منهمُ الثقةُ الأمينُ
تسَلَّ عنِ الحِسانِ وكيفَ تسلُو ... وبينَ ضُلوعِكَ الداءُ الدفينُ
وفي الأظعانِ من جُشَمِ بن بكرٍ ... ظباءٌ حشوُ أعيُنِها فُتُونُ
عليهنَّ الهوادجُ مُطبقاتٌ ... كما انطبقتْ على الحَدقِ الجُفونُ
جلبن لنا برامَةَ كُلَّ حينٍ ... ألا إنَّ الحوائِنَ قد تحينُ
عشيَّةَ مِسْنَ غير مصَنَّعاتٍ ... كما ماسَتْ منَ الأيكِ الغُصونُ
ضنيناتٌ عليك وكيف يُرجى ... زوالُ يدٍ وصاحِبُها ضنينُ
جُنِنَّا بالحِسان البِيضِ دَهرًا ... وإنَّ هَوى الحِسان هُوَ الجُنونُ
كأنَّ أُمامَة حلفت يَمِينًا ... لنا ألا يَصِحَّ لها يمينُ
أغِيٌّ بَعدَ ما ذهبَ التصابي ... وشابَتْ بعد حُلكَتِها القُرونُ
وعندكَ يا ابنَ وثَّابٍ جميلٌ ... فإن تُشكَرْ فَمَمحُوقٌ قَمِينُ
فتًى أولاكَ مكرُمةً وفَضلًا ... وعَزَّ به حماكَ فما يهونُ
أبا الصَّمصامِ صُنْتَ عليَّ جاهي ... ومثلُكَ من يَذُبُّ ومَن يَصونُ
ولولا أنت لاتَّسَعَتْ خُروقٌ ... على ما في يدي وجرَتْ شُجونُ
ولكن أنت لي وزرٌ (¬1) منيعٌ ... وحِصنٌ أستجِنُ به حَصِينُ
وقال: [من الكامل]
ريمٌ بِرامَةَ لا يصيدُ بضعفِهِ ... إلَّا الرِّجال الصِّيد عند صُدودِهِ
أهوى الدُّجى من أجلِ أنَّ هِلالهُ ... كسِوارِهِ ونُجومَهُ كعُقودِهِ
وقال: [من الطويل]
شرطتُ عليهنَّ الوفاء فمُذْ بَدا ... بياضُ عِذاري للعذارى مضى الشَّرطُ
فلا أبعدَ اللهُ المشيبَ فإنَّهُ ... مَطيّةُ حُكمٍ في الخطيئَةِ لا يخطُو
وكانت وفاته بحلب (¬2).
¬__________
(¬1) الوزْر: السلاح. المعجم الوسيط (وزر).
(¬2) الترجمة دون الشعر الأخير في تاريخ دمشق 13/ 120 - 122.
الصفحة 171