كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 19)
وظَنُّوا الطُّهرَ مُتَّصلًا بِقَومٍ ... وأحلِفُ أَنَّهُم غَيرُ الطَّهارى
لَهُم كَلِمٌ تُخالِفُ ما أَجَنُّوا ... صُدورُهُمُ بِصِحَّتِهِ تَمارى
وقال: [من المتقارب]
أرى الشُّهدَ (¬1) يَرجِعُ مِثلَ الصَّبِرْ ... فَما لابنِ آدمَ لا يَعتَبِرْ
وخَبَّرَهُ صادِقٌ في الحَديثِ ... فإنْ شَكَّ في ذاكَ فَليَختَبِرْ
وجَبرٌ وكَسرٌ لَهُ في الزَّمانِ ... ويُكسَرُ يَومًا فلا يَنجَبِرْ
ولَكِنَّني أَستخيرُ المليكَ ... وإِن يَأتِني حادِثٌ أَصطَبِرْ
ودُنيايَ أَلقى بِطولِ الهَوانِ ... فهَل هِيَ إِلّا كَجِسرٍ عُبِرْ
وقال: [من الكامل]
يا ظالمًا عقَدَ اليدين مُصلِّيًا ... من دونِ ظُلمك يُعقَدُ الزُّنَّارُ
أتظُنُّ أنَّكَ للمحاسنِ كاسِبٌ ... هيهاتَ هذا العارُ ثم النَّارُ (¬2)
وقال: [من البسيط]
نادَتْ على الدِّينِ في الآفاقِ طائفةٌ ... يا قومُ مَنْ يشتري دينًا بدينارِ
جَنَوا كبائِرَ آثامٍ وقد زعموا ... أنَّ الصغائرَ تجني الخُلْدَ في النَّارِ (¬3)
وقال: [من الوافر]
تَمرُّ حوادث ويطولُ دهرٌ ... ويفتقرُ المجيزُ إلى المُجازي
وليس على الحقائقِ كلُّ قولي ... ولكن فيه أصنافُ المَجازِ (¬4)
وقال: [من الطويل]
تُشادُ المغاني والقبورُ دوارِسُ ... ولا يمنعُ المطروقَ بابٌ وحارسُ
¬__________
(¬1) في (خ): الشعر، وهو تحريف، والمثبت من لزوم ما لا يلزم 2/ 829، والأبيات فيه. والشهد: العسل بشمعه.
(¬2) لزوم ما لا يلزم 2/ 630، لكن عجز البيت الثاني فيه:
وخَبِيُّ أمرِكَ شِرَّةٌ وشَنارُ
(¬3) لزوم ما لا يلزم 2/ 736.
(¬4) لزوم ما لا يلزم 2/ 844.
الصفحة 40