كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 19)

هي الدَّارُ قاطعةٌ بالرجالِ ... وقاطعةٌ لحبال الوصالِ
وتفجعُ منها بغيرِ اللَّذيذِ ... وتَشرقُ منها بغيرِ الزُّلالِ
وتزدادُ مع ذاكَ عِشقًا لها ... ألا إنَّما سعيُنا في ضلالِ
كمعشوقةٍ ودُّها لا يدومُ ... وعاشِقُها أبدًا غيرُ سالِ
وقُتِلَ يزيد بين يدي أبيه يوم الوقعة، وكان له ولد آخر يقال له: الفتح، وآخر اسمه عبد الله، والكلُّ فُضلاء شُعراء، وعدَّةُ بناتٍ كُنَّ يغزِلْنَ للناس بالكراء في أغمات، بعد أن كان يقوم على رأس كلِّ واحدة منهنَّ مئةُ وصيفةٍ وخادم.
ذكر وزرائه:
كان له عِدَّةٌ من الوزراء، منهم: أبو الوليد أحمد بن عبد الله بن زيدون، وهو القائل (¬1): [من الرمل]
ودَّعَ الصبرَ مُحِبُّ ودَّعَكْ ... ذائعٌ (¬2) من سرِّهِ ما استودعَكْ
يَقرَعُ السِّنَّ على أنْ لَمْ يكُنْ ... زادَ في تِلْكَ الخُطا إذ شَيَّعَكْ
يا أخا البدرِ سناءً وسنًا ... حَفِظَ اللهُ زمانًا أطلَعَكْ
إن يَطُلْ بعدَكَ ليلي فلَكمْ ... بِتُّ أشكو قِصَرَ الليلِ معَكْ
وقال أيضًا (¬3): [من البسيط]
بيني وبينَكَ ما لو شِئْتَ لم يَضِعِ (¬4) ... سرٌّ إذا ذاعتِ الأسرارُ لم يَذِعِ
يا بائعًا حظَّهُ منِّي ولو بُذِلَتْ ... ليَ الحياةُ بحظِّي منهُ لم أبِعِ
تِهْ احتَمِلْ واستَطِلْ اصبِرْ وعِزَّ أهنْ ... وولِّ أقْبِلْ وقُلْ اسمَعْ ومُرْ أطِعِ
¬__________
(¬1) ديوانه ص 94.
(¬2) في الأصلين (خ) و (ب): ضائع، والمثبت من الديوان، ونفح الطيب 4/ 206، والذخيرة 1/ 371، والمغرب 1/ 65 وغيرها من المصادر.
(¬3) ديوانه ص 68.
(¬4) في الأصلين (خ) و (ب): يذعِ، والمثبت من الديوان، والبداية والنهاية 12/ 104 والذخيرة 1/ 371، والمعجب 1/ 106 وغيرها من المصادر.

الصفحة 485