كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 19)

بإراقة دمه، وكان له داران بدرب القيَّار، فتقدَّم الخليفة بأن يجعلا مسجدين أحدهما لأصحاب أبي حنيفة، والآخر لأصحاب الشافعي، وأُقيم في كل واحد إمامٌ ومؤذن، ولم يُدْرَ ما فُعِلَ به، وهو آخر من ركب الخيل من بني بُوَيه (¬1).
ويقال: إن في هذه السنة خُطِبَ للمصريِّ بحلب، ثم بطل ذلك.
ويقال: إن فيها فتح عسكر مصر صور.
وفيها سار دُقاق من دمشق محاربًا لأخيه رضوان، والتقوا على قُويق، فانهزم دُقاق إلى دمشق، وتَبِعه رضوان، ثم أصلح بينهما يغي شعبان بأنَّ كلَّ مَنْ كان في يده شيء يبقى على حاله.
وفيها فتحت الفرنج نيقيَة، وهي أول بلد فتحوه، ثم فتحوا حصون الدروب شيئًا بعد شيء، ووصلوا إلى البارة وجبل السماق وفامية وكفر طاب ونواحيها.
وفيها توفِّي

محمد بن [محمد] (¬2)
ابن أحمد بن هميماه، أبو نصر، الرامشي، ولد سنة أربع وأربع مئة، وقيل: كانت وفاته في جمادى الأولى سنة تسع وثمانين، ومن شعره: [من المتقارب]
أدينُ بدِين خيارِ الورى ... محمدٍ المصطفى شافعي
ومُعتصَمي حبُّ أصحابِهِ ... ومُعتَقَدي مذهب الشافعي

المُعمَّر بن محمد (¬3)
ابن المُعمَّر بن أحمد، أبو الغنائم، الحسيني، الطاهر، ذو المناقب، نقيب الطالبيين.
كان كريمَ الطرفين، حسنَ الأخلاق، كثيرَ العبادة، لا يُحفظ عنه أنَّه آذى مخلوقًا ولا شتم أحدًا. وكانت وفاته بداره بالكَرْخ ثامن ربيع الأول، وصُلِّي عليه بجامع المنصور،
¬__________
(¬1) الخبر في المنتظم 17/ 39.
(¬2) ما بين حاصرتين من المصادر، والترجمة في تاريخ دمشق 55/ 159 - 160، والمنتظم 17/ 37. وينظر تاريخ الإسلام 10/ 638، وفيه وفي المنتظم وفاته في السنة السابقة 489 هـ.
(¬3) المنتظم 17/ 41 - 42.

الصفحة 488