كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 19)

محمد بن سلطان (¬1)
ابن محمد بن حيُّوس، أبو الفتيان، الأمير، الشاعر، ولد سنة إحدى وأربع مئة، وقال الشعر وله خمسة عشرة سنة، وهو من أهل بيت الفضل والعلم، وتُوفِّي في رجب وقد جاوز تسعين سنة، ومن شعره قال يمدح ناصر الدولة بن حمدان في أبيات: [من الطويل]
لكم أن تجوروا مُغضَبين (¬2) وتغضبوا ... وعادتكُم أن تزهدوا حينَ تغضبوا
جنيتُمْ علينا واعتَذْرنا إليكمُ ... ولولا الهوى لم يسألِ الصفحَ مُذْنِبُ
صبابةُ شوقٍ غادرتْهُ صبابةٌ ... إذا ذلَّ فيها طالبٌ عزَّ مطلَبُ
مواصَلَةٌ كانَتْ كأحلامِ نائمٍ ... وإن لامَ فيها عاذِلٌ ومؤنِّبُ
وقد رُمْتُ أن ألقى الصُّدودَ بمثلِهِ ... مقابلة لكنَّني أتهيَّبُ
وداويَّةٍ بِكْرٍ جعَلْتُ نِكاحَها ... سُرى ضُمَّرٍ فارقنَها وَهْيَ ثَيِّبُ
تضِلُّ فلو بعضُ النُّجومِ سرى بها ... ورامَ نجاةً ما درى كيف يذهَبُ
دليلانِ فيها حُسْنُ ظنِّي وبارقٌ ... يُبشِّرُ بالتَّهطالِ والعامُ مُجْدِبُ
ومُذْ أَرَياني ناصرَ الدولةِ انْجلى ... برُؤياه ما أخشى وما أترقَّبُ
فجاورتُ مَلْكًا تَستَهِلُّ يمينُهُ ... ندًى حينَ يرضى أو ردًى حين يغضَبُ
إذا البيضُ كلَّتْ يوم حربٍ فإنَّها ... مواضٍ قواضٍ أنَّ تغلِبَ تغلِبُ
خلائقُ كالماءِ الزُّلالِ وتحتَها ... من العزمِ والإقدامِ نارٌ تلهَّبُ
فإن طابتِ الأوطانُ لي أو ذكرتُها ... فإنَّ مُقامي في جنابِكَ أطيَبُ
وقال: [من الخفيف]
كُنْ بعيدًا إن شئتَ أو كُنْ قريبًا ... فأياديكَ عندنا لَنْ تغيبا
¬__________
(¬1) تاريخ دمشق 53/ 110 - 114 وفيه أن وفاته كانت سنة (473 هـ) وإليه ذهب أكثر المؤرخين، فهو كذلك في العبر 3/ 218، والسير 18/ 413، وشذرات الذهب 3/ 343، وكشف الظنون 1/ 765 وغيرها، بينما ذكره ابن الأثير في الكامل 10/ 117 في وفيات سنة (472 هـ). قلت: ولم يذكره في وفيات هذه السنة -يعني سنة (493 هـ) - سوى المصنف، وتابعه عليه ابن تغري بردي في النجوم الزاهرة 5/ 165. وتنظر مصادر الترجمة في السير 18/ 413.
(¬2) في الديوان والنجوم الزاهرة: معرضين.

الصفحة 506