كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 19)

خلفَكَ الآلاءُ مُذْ غِبْتَ عنَّا ... فتساوَيتَ مشهدًا ومَغيبا
كالغَمامِ الرُّكامِ يمضي ويُبقي ... موردًا فائضًا ومرعًى خَصيبا (¬1)
وله أشعار كثيرة.
وقال: [من الطويل]
سأشكرُ ما دامَ الكلامُ يُطيعني ... صُنوفًا أتَتْ من جودِكَ المتتابعِ
توالتْ على من لا يُدِلُّ بخدمةٍ ... عليك ولا يُدلي إليكَ بشافعِ
مَنَحْتُكَ من محضِ القريضِ وحُسْنِهِ ... بضائعَ ليسَ العُرْفُ فيها بِضائعِ
وقال: [من الطويل]
ولمَّا وقفنا والرسائلُ بينَنا ... دموعٌ نهاها الوجدُ أن تتوقَّفا
ذَكَرْنا الليالي بالعقيقِ وظِلَّها الْـ ... أنيقَ فقطَّعْنا القلوبَ تأسُّفا
كتمتُ الهوى جَهدي وبالصبر مُسْكَةٌ ... وبرَّح ما ألقى فقد برح الخفا
ولي سنةٌ لم أدرِ ما سِنَةُ الكرى ... لِهَمٍّ أتى ضيفًا فألفى مُضيِّفا
وقال: [من الكامل]
هَلْ غيرُ ظِلِّكَ للعُفاةِ مَقيلُ ... أم غيرُ عفوكَ للجُناةِ مُقيلُ
نكَّلتَ بالأَحداث لمَّا أن عَدَتْ ... فلِصِرْفها عمَّا حميتَ نكولُ
يا من قواضبُهُ تُشايعُ عزمَهُ ... ولأجلِ ذاكَ تَصِل حين يصولُ
حرمٌ لإكرامِ الوفودِ مُؤهَّلٌ ... ففناؤه أبدًا بهم مأهولُ
ويروقُه الأسَلُ المُحطَّمُ في العِدى ... يومَ الوغى لا الخدُّ وهو أسيلُ
إنِّي برغم عدايَ ممنوعُ الحِمى ... ما هزَّ هذَا القَيلَ هذا القيلُ
ذلَّلْتَ لي صعبَ القوافي منعِمًا ... فالقولُ جزلٌ والعطاءُ جزيلُ
¬__________
(¬1) جاء إلى جانبه على هامش (ب):
ومن جيد شعر ابن حيُّوس قوله: [من المتقارب]
ولمَّا وقفنا لتوديعهم ... بكوا لُؤلُؤًا وبكينا عقيقا
ساروا فأودعتهم أدمُعي ... فصاحوا الغريق وصِحْتُ الحريقا
وقد انتحل بعض المتأخرين هذين البيتين لنفسه وهما لابن حيُّوس.
قلت: ولم أقف على من نسبهما إليه.

الصفحة 507