كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 19)

10807 - حدثنا أبو أمية (¬1)، حدثنا عاصم بن علي (¬2)، حدثنا سليمان بن المغيرة (¬3)، عن ثابت، عن أنس قال: كان لأبي طلحة ابن من أم سليم، فمات، فقالت لأهلها: لا تحدثوا أبا طلحة بابني حتى أكون أنا أحدثه، قال: فجاء، فقربت (¬4) إليه عشاءه وشرابه، فأكل وشرب، ثم تصنعت له أحسن ما كانت تصنع قبل ذلك، فلما شبع وروى وقع بها، فلما عرفت أنه قد شبع وروى وقضى حاجته منها، قالت: يا أبا طلحة! أرأيت لو أن أهل بيت أعاروا عارية أهل بيت آخرين، فطلبوا عاريتهم ألهم أن يحبسوا عاريتهم؟ قال: لا، قالت: فاحتسب ابنك، قال: فغضب، ثم قال: تركتني حتى تلطخت بما
-[13]- تلطخت به، ثم تحدثيني (¬5) بموت ابني، فانطلق إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا رسول الله! ألم تر إلى أم سليم، صنعت كذا وكذا، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "بارك الله لكما في غابر ليلتكما"، قال: فعلقت (¬6) تلك الليلة فحملت، قال: فتهيأ (¬7) أبو طلحة مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مسير له، فدنوا من المدينة، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يطرق المدينة ليلًا من سفره، فلما دنوا من (¬8) المدينة أخذها المخاض، فاحتبس عليها أبو طلحة ومضى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: يقول أبو طلحة: يا رب (¬9) إنك لتعلم (¬10) أنه كان يعجبني أن أخرج مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا خرج، وأدخل معه إذا دخل، فقد احتبست بما ترى، قال: تقول أم سليم: يا أبا طلحة! لا أجد ما كنت أجد، فانطلق مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: فانطلق حتى قدم مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فضربها المخاض، فولدت غلامًا، فقالت أمي: يا أنس! لا يطعم شيئًا حتى تغدو به على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: فبت تلك الليلة أكاليه مجتنحًا عليه وهو يبكي حتى أصبح، فغدوت به
-[14]- إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فوجدت في يده ميسمًا (¬11)، فلما رأى الصبي معي قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لعل أم سليم ولدت"؟ قلت: نعم، قال: فوضع الميسم وقعد، فأتيته بالصبي فوضع في حجره، فدعا بعجوة من عجوة المدينة، فلاكها في فيه حتى ذابت، ثم لفظها في فم الصبي، فجعل الصبي يتلمظ، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "انظروا إلى حب الأنصار التمر"، ثم مسح وجهه وسماه عبد الله (¬12).
¬_________
(¬1) هو: محمد بن إبراهيم بن مسلم البغدادي، ثم الطرسوسي نزيل طرسوس ومحدثها.
(¬2) ابن عاصم بن صهيب الواسطي، أبو الحسين القرشي التيمي (ت 221 هـ).
(¬3) موضع الالتقاء هو: سليمان بن المغيرة.
(¬4) في (ك): "فقدمت".
(¬5) في (ك): "حدثتني".
(¬6) هكذا في (ك) و (هـ)، وجاء في الأصل: "فتلقت".
(¬7) هكذا في (ك) و (هـ)، وهو الصواب، وجاء في الأصل: "فهيأ".
(¬8) (ك 5/ 166/ ب).
(¬9) في (ك): "يا الله".
(¬10) في (ك) و (هـ): "تعلم".
(¬11) في (ك) و (هـ): "ميسم".
(¬12) انظر: تخريج الحديث رقم (10806).

الصفحة 12