كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 19)
10812 - حدثنا أبو داود الحراني، حدثنا أبو الوليد (¬1)، حدثنا عكرمة بن عمار (¬2)، حدثنا شداد أبو عمار -وكان قد أدرك نفرًا من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-- (¬3)، قال: قال أبو أمامة: يا عمرو بن عبسة، بأي
-[20]- شيء تدّعي أنك ربع الإسلام؟ قال: إني كنت أرى الناس على ضلالة، ولا أرى (¬4) الأوثان بشيء، ثم سمعت عن رجل يخبر أخبارًا بمكة، فركبت راحلتي حتى أقدم مكة، فإذا أنا برسول الله -صلى الله عليه وسلم- مستخفيًا، وإذا قومه عليه جرءاء (¬5)، فتلطفت، فدخلت عليه، فقلت: ما أنت؟ قال: "أنا نبي" فقلت: وما نبي؟ قال: "رسول الله -صلى الله عليه وسلم-"، فقلت: آلله أرسلك؟ قال: "نعم"، قلت: فبأي شيء؟ قال: "بأن توحد الله لا تُشرك به شيئًا، وكسر الأوثان، وصلة الأرحام"، فقلت: ومن معك على هذا؟ قال: "حر وعبد" فإذا معه بلال وأبو بكر رضي الله عنهما، فقلت له: إني متبعك، فقال: إنك لا تستطيع ذلك يومك هذا، ولكن ارجع إلى أهلك، فإذا سمعت بي (¬6) قد ظهرت فالحق بي، فرجعت إلى أهلي، وخرج النبي -صلى الله عليه وسلم- مهاجرًا إلى المدينة، وقد أسلمتُ، فجعلت
-[21]- أتخبر الأخبار حتى جاء ركب من يثرب، فقلت: ما فعل هذا الرجل المكي الذي أتاكم؟ فقالوا: أراد قومه قتله، فلم يستطيعوا [ذلك] (¬7)، وحيل بينهم وبينه، وتركت الناس إليه سراعًا، فركبت راحلتي حتى قدمت عليه بالمدينة، فدخلت عليه، فقلت يا رسول الله! أتعرفني؟ فقال: "نعم، ألست الذي أتيتني بمكة"؟ فقلت: بلى، فقلت: يا رسول الله! علمني مما علمك الله وأجهل، قال: "إذا صليت الصبح فاقصر عن الصلاة حتى تطلع الشمس (¬8) .... وذكر الحديث.
¬_________
(¬1) هو: الطيالسي، واسمه: هشام بن عبد الملك الباهلي مولاهم.
(¬2) موضع الالتقاء هو: عكرمة بن عمار.
(¬3) في صحيح مسلم: "قال عكرمة: ولقي شداد أبا أمامة وواثلة وصحب أنسًا إلى =
-[20]- = الشام".
(¬4) في (ك): "وما أرى".
(¬5) بالجيم المضمومة: جمع جريء، بالهمزة من الجرأة، وهي: الإقدام والتسلط، قال ابن الأثير: "والمعروف (حراء) بالحاء المهملة، أي غضاب ذوو غم وهم"، وقال النووي: "وذكره الحميدي في الجمع بين الصحيحين بالحاء المهملة، والصحيح أنه بالجيم".
انظر: المشارق للقاضي عياض (4/ 144)، شرح صحيح مسلم للنووي (6/ 165)، النهاية في غريب الحديث (1/ 253 و 375).
(¬6) في (ك): "سمعتني".
(¬7) زيادة من (ك).
(¬8) أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب صلاة المسافرين -باب إسلام عمرو بن عبسة -1/ 569، رقم 294).