كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 19)

11121 - حدثنا محمد بن يحيى النيسابوري، حدثنا أبو سلمة موسى بن إسماعيل، حدثنا سليمان بن المغيرة (¬1)، حدثنا حميد بن هلال، عن أبي رافع، عن أبي هريرة. قال: كان جريج يتعبد في صومعته، فجاءت أمه فقالت: يا جريج أنا أمك كلمني.
قال أبو رافع: قال أبو هريرة: فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصف لنا صفتها حين قالت (¬2): هكذا: ووضع سليمان يده اليمنى على حاجبه الأيمن، قال: فصادفته يصلي، قال: اللهم أمي وصلاتي، فاختار صلاته، فرجعت، فأتته الثانية، فقالت: يا جريج أنا أمك، كلمني، قال: فصادفته يصلي، فقال اللهم أمي وصلاتي، فاختار صلاته، فرجعت أمه ثم أتته الثالثة، فقالت: يا جريج! أنا أمك كلمني، فصادفته، يصلي،
-[301]- فقال: اللهم أمي وصلاتي، فاختار صلاته، فقالت: اللهم إن هذا جريج وإنه ابني، وإن قد كلمته فأبى أن يكلمني، اللهم فلا تمته حتى تريه المومسات، قال: ولو دعت عليه أن يفتن (¬3) لفتن.
قال: وكان راعي ضأن يأوي إلى ديره (¬4) فخرجت امرأة من القرية، فوقع عليها فحملت، فولدت غلاما، فقيل لها: ممن هذا؟ قالت: من صاحب الصومعة، فأقبلوا إليه بفؤوسهم ومساحيهم، وصوتوا به، فصادفوه يصلي، فلم يكلمهم، فأخذوا يهدمون ديره، فنزل فسأل، فقالوا: سل هذه، فمسح رأس الصبي (¬5)، فقال: من أبوك؟ قال: أبي راعي الضأن، فلما سمعوا منه، ورأوا ما رأوا، قالوا: نبني [لك] (¬6) ما هدمناه من ديرك بالذهب والفضة، قال: لا، ولكن أعيدوه (¬7).
-[302]-[من هنا لم يخرجاه] (¬8).
¬_________
(¬1) موضع الالتقاء هو: سليمان بن المغيرة.
(¬2) (ك / 5/ 204 ب).
(¬3) في (ك): "يفتن".
(¬4) هكذا في الأصل، وصحيح مسلم، وجاء في (ك): "داره "، ودير النصارى: أصله الواو، والجمع أديار، وهي بيع النصارى وكنائسهم، وهي بمعنى الصومعة، في الرواية الأولى.
انظر: الصحاح (2: 661) المشارق (1/ 265).
(¬5) هكذا في الأصل، وصحيح مسلم، وجاء في (ك): "رأسه".
(¬6) زيادة من (ك).
(¬7) أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب البر والصلة -باب تقديم بر الوالدين على التطوع .. 4/ 1976، رقم 7).
وتقدم تخريج البخاري له، انظر: حديث رقم (11120).
(¬8) زيادة من (ك).

الصفحة 300