كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 19)
11141 - حدثنا يزيد بن سنان، حدثنا أبو بكر الحنفي (¬1)، حدثنا معاوية بن أبي مزرد المديني (¬2)، حدثنا عمي سعيد بن يسار أبو الحباب، قال: سمعت أبا هريرة يخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله عز وجل خلق الخلق، حتى إذا فرغ من خلقه قامت الرحم، قالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال: نعم، ألا ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك" اقرأوا إن شئتم: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا في الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22) (¬3) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ (23) أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} (¬4) (¬5)
-[321]- وكذا قال حاتم بن إسماعيل عن معاوية بن أبي مزرد، قال: حدثني عمي أبو الحباب سعيد بن يسار (¬6) [ح] (¬7).
حدثنا صالح بن عبد الرحمن بن عمرو بن الحارث، حدثنا ابن أبي مريم (¬8)، حدثنا سليمان بن بلال، ومحمد بن جعفر بن أبي كثير (¬9)، قالا: حدثنا معاوية بن أبي مزرد (¬10)، عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لما فرغ الله -عز وجل- من الخلق، تعلقت الرحم بحقوي الرحمن (¬11) فقال: مه، قالت: مقام العائذ
-[322]-[بك] (¬12) من القطيعة، قال: أما ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك" (¬13).
¬_________
(¬1) هو عبد الكبير بن عبد المجيد البصري.
(¬2) موضع الالتقاء هو: معاوية بن أبي مزرد.
(¬3) قال ابن كثير رحمه الله: "وهذا نهى عنه الإفساد في الأرض عموما، وعن قطع الأرحام خصوصا، بل قد أمر الله تعالى بالإصلاح في الأرض وصلة الأرحام، هو: الإحسان إلى الأقارب في المقال والفعال وبذل الأموال، وقد وردت الأحاديث الصحاح، والحسان بذلك عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، من طرق عديدة، ووجوه كثيرة ... "إهـ.
تفسير القرآن العظيم (7/ 300)، وانظر: الجامع لأحكام القرآن (16/ 245).
(¬4) سورة محمد الآيات (22 - 24).
(¬5) انظر تخريج الحديث رقم (11140).
(¬6) من هذا الطريق أخرجه مسلم في صحيحه من طريق قتيبة بن سعيد، ومحمد بن عباد كلاهما عن حاتم به.
وأخرجه البخاري في صحيحه من طريق إبراهيم بن حمزة، عن حاتم به، انظر تخريج حديث (11140).
(¬7) زيادة من (ك).
(¬8) هو: سعيد بن أبي مريم.
(¬9) الأنصاري الزرقي مولاهم المدني.
(¬10) موضع الالتقاء هو: معاوية بن أبي مزرد.
(¬11) قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وهذا الحديث في الجملة من أحاديث الصفات التي نص الأئمة على أنه يمر كما جاء، وردوا على من نفى موجبه، وما ذكره الخطابي وغيره: أن هذا الحديث مما يتأول بالاتفاق، فهذا بحسب علمه حيث لم يبلغه فيه عن أحد من العلماء أنه جعله من أحاديث الصفات التي تمر كما جاءت ... " اهـ.
ثم نقل رحمه الله عن الإمام أحمد وابن حامد إثبات هذه الصفة كما جاءت.
وممن نقل عنه إثبات هذه الصفة كما جاءت: القاضي أبو يعلى، وأبو موسى =
-[322]- = المديني، وشيخ الإِسلام ابن تيمية كما تقدم والشيخ عبد الله الغنيمان.
انظر: المجموع المغيث لأبي موسى المديني (1/ 405)، فتح الباري (8/ 444)، شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري للغنيمان (2/ 382)، وفيه نقل كلام شيخ الإِسلام من كتابه نقض التأسيس، والقاضي أبي يعلى من كتابه إبطال التأويلات.
(¬12) زيادة من (ك).
(¬13) انظر تخريج الحديث رقم (11140).
فائدة الاستخراج: ذكر صفة الحقو للرحمان عَزَّ وَجَلَّ، وليست هي عند مسلم.