كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 19)
11173 - حدثنا محمَّد بن النعمان بن بشير (¬1) ببيت القدس، حدثنا الأويسي (¬2) ح
وحدثنا أبو أمية، حدثنا أبو نعيم (¬3)، كلاهما قالا: حدثنا عبد الله بن عمر (¬4)، عن الزهريّ (¬5)، عن أنس بن مالك، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
-[350]- "لا تباغضوا, ولا تحاسدوا, ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام، وأيهما بدأ (¬6) بالسلام سبق إلى الجنة" (¬7).
كذا قال عبد الله (¬8). وإلى هنا لم يخرجاه.
¬_________
(¬1) المقدسي.
(¬2) هو: عبد العزيز بن عبد الله بن يحيى بن عمرو بن أويس العامري الأويسي، أبو القاسم المدني.
(¬3) هو: الفضل بن دكين.
(¬4) ابن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، أبو عبد الرحمن العمري المدني.
مختلف في الاحتجاج به: قال ابن معين: "ليس به بأس يكتب حديثه".
وضعفه ابن المديني، والنسائي، وابن حجر، وقال ابن حبان "غلب عليه الصلاح، والعبادة حتى غفل عن ضبط الأخبار، وجودة الحفظ للآثار، فوقع المناكير في روايته، فلما فحش خطؤه استحق الترك اهـ. وقال البزار: "قد احتمل أهل العلم حديثه"، وقال الذهبي: "وحديثه يتردد فيه الناقد، أما إن تابعه شيخ في روايته فذلك حسن قوي إن شاء الله".
انظر: الجرح (5/ 109)، المجروحين (2/ 6، 7)، كشف الأستار (4/ 30)، تاريخ بغداد (10/ 19)، تهذيب الكمال (15/ 327)، السير (7/ 339)، الميزان (3/ 179)، تهذيب التهذيب (5/ 326)، التقريب (ص 314).
(¬5) (ك 5/ 209 / ب).
(¬6) في (ك): "يبدأ".
(¬7) إسناد المصنف ضعيف، والحديث تقدم تخريجه برقم (11171).
(¬8) أي ابن عمر في روايته عن الزهريّ، حيث وافق الجماعة في عدم ذكر قوله: "ولا تقاطعوا" وتفرد بذكر زيادة في متن الحديث، وهو قوله: "وأيهما يبدأ بالسلام سبق إلى الجنة" وأخرج هذا الطريق الطبراني في الأوسط (5/ 292، رقم 3089 مجمع البحرين) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي عن عبد الله بن عمر به، قال الهيثمي: "هو في الصحيح باختصار، ولم يقل عن الزهري "والذي يبدأ بالسلام" إلا عبد الله بن عمر، ولا عنه إلا خالد، تفرد به وهب بن بقية" إهـ
ووافق عبد الله بن عمر في هذه الزيادة: أبو نعيم الفضل بن دكين، حيث رواه عن مالك عن الزهريّ. أخرجه ابن عبد البر في التمهيد (6/ 115، 116)، ثم قال ابن عبد البر: "خالف أبو نعيم في لفظه جماعة الرواة عن مالك" إهـ حيث إن جماعة الحفاظ من أصحاب مالك رووه بدون هذه اللفظة.
الخلاصة: أن هذه الزيادة شاذة، -والله أعلم-.