كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 19)

(عن محمد) بن سيرين.
(عن أبي هريرة -رضي اللَّه عنه-: أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: لا يقولن أحدكم: عبدي وأمتي) زاد مسلم (¬1): "كلكم عبيد اللَّه، وكل نسائكم إماء اللَّه تعالى" (¬2) لأن حقيقة العبودية إنما يستحقها اللَّه تعالى، ولأن فيها تعظيمًا لا يليق بالمخلوق استعماله لنفسه، وبينه في قوله: "فكلكم عبيد اللَّه وإماؤه" فنهى عن التطاول في اللفظ على المملوكين، فكيف بالتطاول على الأحرار؟ وكما نهى عن التطاول في (¬3) اللفظ نهى عن التطاول في الأفعال، وإسبال الإزار، والتطاول في البنيان، ونحو ذلك.
(ولا يقولن المملوك: ) لسيده (ربي. و) لا لسيدته (ربتي) لأن الرب هو المالك، والقائم بالشيء، ولا يقصد (¬4) حقيقة هذا إلا للَّه تعالى، والنهي في هذا الإرشاد إلى ذكر الأولى الذي ذكره، لا إلى التحريم، ألا ترى إلى قول يوسف: {اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ} (¬5)، [و {ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ} (¬6)] (¬7) و {إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ} (¬8)، وقوله -عليه السلام-: "أن تلد
¬__________
= عن ابن سيرين. وكذا سماه المزي في الحديث في "تحفة الأشراف" 10/ 334 (14429). انظر: "تهذيب الكمال" 25/ 344 (5280).
(¬1) ساقطة من (م).
(¬2) "صحيح مسلم" (2249).
(¬3) في (ل)، (م): عن. والمثبت هو الأليق بالسياق.
(¬4) في (م): يوجد.
(¬5) يوسف: 42.
(¬6) يوسف: 50.
(¬7) ساقطة من (م).
(¬8) يوسف: 23.

الصفحة 108