كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 19)

(عن عائشة قالت: كنت ألعب بالبنات) أي: باللعب التي تسمى بالبنات التي يلعب بها الجواري الصغار. قال القاضي: فيه جواز اتخاذ اللعب وإباحة لعب الجواري بهن (¬1). وقيل: كانت اللعب صورًا، فهذا كان قبل التحريم، وإلا فقد يسمى بهذا ما ليس بصورة، وكره مالك شرى الرجل ذلك لابنته (¬2). وقيل: الباء في قوله (نلعب (¬3) بالبنات) بمعنى (مع) أي: نلعب (¬4) مع البنات، ومن ورود الباء بمعنى (مع) قوله تعالى: {اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا} (¬5) أي: معه، {وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ} (¬6) الآية، ويدل عليه باقي الحديث: (فربما دخل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وعندي الجواري) التي ألعب معهن.
¬__________
= هشامًا هو الدستوائي، وليس لمسدد رواية عنه، وكيف يكون؟ ثم تابع تراجمه، فظن أن (عن أبيه) أبا هشام، وليس لهشام رواية عن أبيه، بل لم أجد له رواية أصلًا، إنما هشام يروي عنه ابنه معاذ بن هشام! وللمزيد ينظر: "تهذيب الكمال" 30/ 215 (6582).
وجزمت أن حمادًا هنا ابن زيد؛ لأنه في ترجمة مسدد بن مسرهد من "تهذيب الكمال" 27/ 443 (5899) وجدته لا يروي إلا عن حماد بن زيد، وليس له رواية عن حماد بن سلمة، بالرغم من أن كلا الحمادين يروي عن هشام بن عروة "تهذيب الكمال" 30/ 232 (6585). وكذا جزم أنه ابن زيد المزني في "تحفة الأشراف" 12/ 142، هذا واللَّه تعالى أعلم.
(¬1) "إكمال المعلم" 4/ 574.
(¬2) انظر: "البيان والتحصيل" 9/ 366.
(¬3) كذا في (ل)، (م)، والوارد في السنن: ألعب.
(¬4) كذا في (ل)، (م)، والوارد في السنن: ألعب.
(¬5) هود: 48.
(¬6) المائدة: 61.

الصفحة 11