كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 19)

منه (¬1). أي: غثت، وهو من الارتفاع، كأن ما في بطونهم ارتفع إلى حلوقهم (¬2)؛ فحصل الغثي. وكان الأصمعي يفرق بينهما، فيقال: جاشت؛ أي: دارت للغثيان، وجشأت (¬3): ارتفعت (¬4) (ولكن ليقل: لقست نفسي) كما تقدم.
[4980] (ثنا أبو الوليد) هشام بن عبد الملك (الطيالسي، ثنا شعبة، عن منصور، عن عبد اللَّه بن يسار) الجهني، ثقة (عن حذيفة) بن اليمان -رضي اللَّه عنه-.
([عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-] (¬5) قال: لا تقولوا: ما شاء اللَّه وشاء فلان، ولكن قولوا: ما شاء اللَّه ثم شاء فلان) فأرشد الشارع إلى الأدب مع اللَّه تعالى في الألفاظ، فنهى عن الإتيان بالواو التي معناها التشريك؛ لئلا يجعل المشيئة مشتركة بين اللَّه وبين عبده، كما روي عن ابن عباس: أن رجلًا قال للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: ما شاء اللَّه وشئت. فقال: "جعلتني للَّه عدلًا؟ ! ما شاء اللَّه وحده" (¬6) والعدل بالفتح والكسر: المثل، ومنه حديث ابن عباس: ما يغني عنا الإسلام، وقد عدلنا باللَّه -أي:
¬__________
(¬1) انظر: "غريب الحديث" للخطابي 1/ 338، "النهاية في غريب الحديث والأثر" 1/ 324.
(¬2) في (م): جيوفهم.
(¬3) في (ل)، (م): جأشت. والمثبت من كتب التخريج.
(¬4) انظر: "تهذيب اللغة" 11/ 134، "غريب الحديث" للخطابي 2/ 515.
(¬5) ما بين المعقوفتين ساقط من (ل)، (م)، المثبت من "سنن أبي داود".
(¬6) رواه ابن ماجه (2117)، وأحمد 1/ 214، 224، 283، 347، والبخاري في "الأدب المفرد" (783)، واللفظ لأحمد.

الصفحة 113