كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 19)

أسامة الهذلي (عن رجل) من قومه، وهو أبو عزة يسار الهذلي، وقيل: يسار بن عمرو. سكن البصرة.
(قال: كنت رديف) ويقال: رِدْف بكسر الراء وسكون الدال، أي: على ردف الناقة وهو عجزها، خلفه (النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فعثرت) بفتح العين والمثلثة، ويقال للزلة: عثرة؛ لأنها سقوط في الإثم؛ يقال: عثر الرجل في ثوبه وعثرت (دابته، فقلت: تعس) بفتح العين وكسرها. قال الزمخشري: كسرها ليس بالقوي (¬1).
(الشيطان) أي: انكب على وجهه فلم تجبر عثرته، وقيل: هلك. وقيل: لزمه الشر (فقال: لا تقل: تعس الشيطان) عن الأزهري عن أبي عبيد: تعسه اللَّه وأتعسه، قال شمر: لا أعرف تعسه اللَّه، ولكن يقال: تعس بنفسه، وأتعسه اللَّه (¬2) (فإنك إذا قلت ذلك؛ تعاظم حتى يكون مثل البيت) أو الجبل العظيم (ويقول: بقوتي) أوقعته ورميته.
فيه أنه يكره لمن عثر في مشيته أو عثرت دابته، أو تعقد عليه خيوط يحلها، أو تعسر عليه شيء مما يتعاطاه، أن يقول: تعس الشيطان، أو لعن اللَّه إبليس، أو نحو ذلك؛ لأن هذا القول في هذِه الحال يفهم الشيطان هو الذي أعثره وأوقعه في ذلك؛ فلهذا يتعاظم، ويعجبه نسبة الأشياء إليه، ونحن مأمورون بإذلاله وإهانته، وإلصاق وجهه بالتراب تحقيرًا له.
(ولكن) اذكر اللَّه و (قل: بسم اللَّه) وهذا من اللَّه؛ تنسب الأشياء كلها
¬__________
(¬1) انظر: "تاج العروس" 8/ 217.
(¬2) "تهذيب اللغة" 2/ 78 وفيه: أبو عبيد عن أبي عبيدة. . . وذكر القول.

الصفحة 117