كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 19)

ركعات، فالمصلي يستريح بعدها، وقيل: كان اشتغاله -صلى اللَّه عليه وسلم- بالصلاة راحة له، فإنه يعد غيرها من الأعمال البدنية تعبًا، ويعدها راحة؛ لما فيها من طيب مناجاة اللَّه تعالى ولذة خطابه بالتلاوة، ولهذا قال: "وجعلت قرة عيني في الصلاة" (¬1) فما أقرب الراحة من قرة العين، فمن امتلأ قلبه بالأذان والدخول في الصلاة فرحًا واستبشارًا، وكان مسجونًا بالرغبة إلى المبادرة إليها، فليتحقق أنه يكون كذلك فرحًا مستبشرًا إذا سمع النداء للعرض على رب العالمين، والقيام بين يديه للمحاسبة على أعماله وأقواله، وأنه يكون من الفائزين في ذلك اليوم.
[4987] (ثنا هارون بن زيد) بن أبي الزرقاء، نزيل الرملة، ثقة.
(حدثنا أبي) زيد بن أبي الزرقاء يزيد التغلبي الموصلي، نزيل الرملة، ثقة (ثنا هشام بن سعد) المدني.
(عن زيد بن أسلم) ولم يسمع زيد من عائشة، فالحديث منقطع، قاله المنذري (¬2).
(عن عائشة رضي اللَّه عنها قالت: ما سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ينسب أحدًا) من أصحابه (إلا إلى) استعمال ما ورد في (الدين) أي: في دين اللَّه تعالى من الكتاب والسنة. قال المنذري: يشبه أن يكون أبو داود أدخل هذا الحديث في هذا الباب، أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- كان لا ينسب أحدًا إلا إلى الدين؛ ليرشدهم بذلك إلى استعمال الألفاظ الواردة في كتاب اللَّه
¬__________
(¬1) رواه النسائي 7/ 61 - 62، وأحمد 3/ 128، 285 من حديث أنس مرفوعًا.
(¬2) في "مختصر سنن أبي داود" 7/ 277.

الصفحة 125