كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 19)

تعالى وسنة نبيه محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-، ويصرفهم عن عبارات الجاهلية، كما فعل في العتمة (¬1). يعني: حين أرشدهم إلى أن يسموها العشاء، كما في كتاب اللَّه تعالى. ويحتمل أن يراد بالحديث أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- كان [لا] (¬2) ينسب أحدًا ويعتقده إلا إلى أنه متدين، ولا يظن بأحد أنه عاص للَّه تعالى، ولا يواجه أحدًا بما فيه مكروه أو قبيح، بل بما يحبه من طاعة اللَّه، ولا يقول لأحد: أنت تسميها العتمة. ولا يتوهم أنَّ فيه دليلًا (¬3) على عز الدين وزين الدين وشمس الدين كما اشتهر في التلقيب في زماننا وكثر.
* * *
¬__________
(¬1) "مختصر سنن أبي داود" 7/ 277 - 278.
(¬2) زيادة يقتضيها السياق.
(¬3) في (ل)، (م): دليل. والجادة ما أثبتناه.

الصفحة 126