كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 19)

حَدَّثَنَا عَلِى بْن حَفْصٍ قالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ ابْنِ عاصَمٍ قالَ ابن حُسَيْنٍ في حَدِيثِهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قالَ: "كَفَى بِالمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ ما سَمِعَ".
قالَ أَبُو داوُدَ: وَلَمْ يَذْكرْ حَفْصٌ أَبَا هُرَيْرَةَ. قالَ أَبُو داوُدَ: وَلَمْ يُسْنِدْهُ إِلَّا هَذَا الشَّيْخُ يَعْني عَلي بْنَ حَفْصٍ المَدائِنِيَّ (¬1).
* * *

باب في الكذب
[4989] (ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا وكيع، حدثنا الأعمش، ح، وحدثنا مسدد قال: ثنا عبد اللَّه بن داود) الخريبي الهمداني، أخرج له البخاري (ثنا الأعمش، عن أبى وائل) شقيق بن سلمة الأسدي (عن عبد اللَّه) بن مسعود -رضي اللَّه عنه-.
(قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: إياكم والكذب) بالنصب على التحذير، وبفتح الكاف وكسر الذال، ويجوز التخفيف بكسر الكاف وسكون الذال، وهو الإخبار عن الشيء بخلاف ما هو، سواء فيه العمد والخطأ، أو لا واسطة بينهما عند أهل السنة، والإثم في العمد.
(فإن الكذب يهدي) أي: يوصل (إلى الفجور) وهو الميل عن الاستقامة والأعمال السيئة والمعاصي، منه قيل للفاجر: كذاب، وللمكذب للحق: فاجر (والفجور يهدي إلى) دخول (النار) واستحقاقها.
(وإنَّ الرجل ليكذب ويتحرى) أي: يطلب (الكذبَ) ويقصده (حتى
¬__________
(¬1) رواه مسلم في مقدمة "الصحيح" (5)، وابن حبان (30)، والحاكم 1/ 112.
وصححه الألباني.

الصفحة 130