كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 19)

خمس (¬1) (يومًا ورسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في بيتنا، فقالت: ها) مقصور وهي للنداء بمعنى يا، والمنادى محذوف كما جاء في رواية: فقالت لي أمي: يا عبد اللَّه تعال (¬2) (تعالَ) بفتح اللام (أعطيك) (¬3) كذا الرواية بإثبات الياء، والقاعدة عند أهل العربية: أعطِك، بحذف الياء؛ لأنها جواب الأمر، كقوله تعالى: {آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا} (¬4)، وفيه وجهان: أحدهما: أنه أشبع كسرة الطاء فنشأت الياء، والثاني: أنه قدر الحركة على الياء، وجعل حرف العلة كالصحيح، وقرئ في السبع: (إنه من يتقي) (¬5) بإثبات الياء.
(فقال لها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: وما أردت أن تعطيه؟ ) الظاهر أنه بسكون الياء أصلها: تعطين، فحذفت النون علامة النصب، وبقيت الياء ساكنة (قالت: أعطيه تمرًا) يأكله (فقال لها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: أما إنك لو لم) تريدين أن (¬6) (تعطه (¬7) شيئًا) وفي رواية لغيره: "أما إنك لو لم تفعلي" (¬8) (كتبت عليك كذبة) وحوسبتي عليها.
¬__________
(¬1) "الاستيعاب" 3/ 63 (1604).
(¬2) رواها أحمد 3/ 447، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (202).
(¬3) بعدها في (ل)، (م): أعطك. وعليها: خـ.
(¬4) الكهف: 96.
(¬5) يوسف: 90. وهي قراءة ابن كثير في الوصل والوقف، وقرأها الباقون بغير ياء في الوصل والوقف. انظر: "السبعة" لابن مجاهد ص 351، "الكشف عن وجوه القراءات السبع" 2/ 18.
(¬6) بعدها في (ل): أن.
(¬7) في (ل): تعطيه. والأصوب ما ذكر حتى يوافق اللغة في الجزم بـ "لم".
(¬8) رواها أحمد 3/ 447، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (202).

الصفحة 133