كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 19)

اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى بيتنا وأنا صبي صغير، فذهبت لألعب، فقالت أمي: يا عبد اللَّه، تعال لأعطيك. . الحديث (¬1).
وفي هذا دلالة على أن الأم تمنع الصبي من الخروج إلى اللعب، وتعده بالعطية، وتشغله بالأكل ونحوه، ويباح لها الكذب لتمنعه من اللعب، كما أنه يباح لها الكذب إذا كان الصبي لا يرغب فيه إلا بوعد.
[4992] (ثنا حفص بن عمر) الحوضي (ثنا شعبة، ح، وثنا محمد بن الحسين) ابن إبراهيم العامري، شيخ البخاري (ثنا علي بن حفص) المدائني (ثنا شعبة، عن خُبيب بن عبد الرحمن) الخزرجي (عن حفص بن عاصم) بن عمر بن الخطاب (قال) محمد (ابن حسين عن أبي هريرة: أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: كفى بالمرء إثما) وفي مقدمة مسلم: "بحسب المرء من الكذب" (¬2) (أن يحدث بكل ما سمع) معناه: أن من حدث بكل ما سمع فقد كذب؛ لإخباره بما لم يكن، فإن ما يسمع في العادة فيه الصدق والكذب والحق والباطل، وينتقل عنه ما حدث به، فكان من جملة من يروي الكذب، فكان كاذبًا، وإن لم يتعمده، ولا عرف أنه كذب؛ لأن مذهب أهل الحق أن الكذب لا يشترط فيه تعمد الكذب، لكن التعمد شرط في كونه إثمًا، ولهذا قال مالك: ليس يسلم رجل حدث بكل ما سمع، ولا يكون إمامًا أبدًا (¬3). أي: إذا وجد الكذب في حديثه مرة أو مرتين فأكثر لم يوثق بحديثه، وكان
¬__________
(¬1) رواها الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (202).
(¬2) "صحيح مسلم" المقدمة (5) من حديث عمر وابن مسعود موقوفين.
(¬3) رواه عنه مسلم بعد حديث رقم (5).

الصفحة 135