كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 19)

وقيل: في قوله تعالى: {وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (¬1) أي: محسنون بربكم الظن، وإطلاق الحديث يقتضي أنَّ حسن الظن بالمسلم المستور حاله من حسن العبادة، سواء مصيبًا في ظنه أو مخطئًا، ولهذا قال بعضهم في وصيته لمريده: خطؤك في حسن الظن أفضل من إصابتك في سوء الظن، فكما يجب عليك السكوت بلسانك عن مساوئ خلقه يجب عليك السكوت بقلبك عن سوء الظن، فإن سوء الظن بالمسلم غيبة بالقلب، وهي منهي عنها.
ويجوز أن يكون قوله في الحديث: (من حسن العبادة) من إضافة الصفة إلى الموصوف، كمسجد الجامع، تقديره: حسن الظن من العبادة الحسنة.
[4994] (ثنا أحمد (¬2) بن محمد) بن ثابت بن شبويه (المروزي) من كبار الأئمة.
(ثنا عبد الرزاق، أنا معمر، عن الزهري، عن علي بن حسين) الهاشمي زين العابدين.
(عن صفية) بنت حيي، زوج النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (قالت: كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- معتكفًا) في المسجد في العشر الأواخر من رمضان (فأتيته أزوره ليلا).
فيه: خروج المرأة من بيتها ليلا إلى المسجد لزيارة أب أو زوج أو قرابة أو صلاة، كما كن أزواج النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يخرجن إلى المسجد متلفعات
¬__________
(¬1) آل عمران: 102.
(¬2) فوقها في (ل): (د).

الصفحة 139