كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 19)

لها أجنحة؟ ) تطير بها، فأما في الدنيا فلا أدري، وأما في الجنة فروى الطبراني بإسناد رجال ثقات عن عبد الرحمن بن ساعدة قال: كنت أحب الخيل، فقلت: يا رسول اللَّه، هل في الجنة خيل؟ فقال: "إن أدخلك اللَّه الجنة يا عبد الرحمن كان لك فيها فرس من ياقوت له جناحان يطير بك حيث شئت" (¬1). وللترمذي نحوه (¬2).
(قالت: فضحك) رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (حتى رأيت نواجذه) النواجذ من الأسنان الضواحك، وهي التي تبدو عند الضحك؛ لأنه ما كان يبدو به الضحك حتى تبدو أواخر أضراسه، كيف وقد جاء في صفة ضحكه: جُلّ ضحكه التبسم (¬3). وإن أريد بالنواجذ أواخر الأضراس فالوجه فيه أن يُراد المبالغة دون أن يراد ظهور نواجذه في الضحك.
قال في "النهاية": وهو أقيس الوجهين؛ لاشتهار النواجذ بآخر الأضراس (¬4). وسبب تسميته -واللَّه أعلم- ملاطفة عائشة دون أن يقال: إن إقراره دليل وقوعه. لا سيما مع استبشاره بالضحك، إلا أن
¬__________
(¬1) ذكره الهيثمي في "المجمع" 10/ 413 وقال: رواه الطبراني، رجاله ثقات. لكن رواه الطبراني في "المعجم الكبير" 4/ 180 (4075) من حديث أبي أيوب أنه أتى أعرابي النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: إني أحب الخيل، فهل في الجنة خيل؟ . . . وساق نحو الحديث. ورواه أيضًا في "المعجم الأوسط" 5/ 185 (5023) من حديث بريدة أن رجلًا سأل النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: يا رسول اللَّه، أفي الجنة خيل؟ . . . وساق نحو الحديث.
(¬2) "سنن الترمذي" (2544) من حديث أبي أيوب.
(¬3) رواه الطبراني 22/ 155 - 156 (414) من رواية الحسن بن علي عن هند بن أبي هالة التميمي.
(¬4) "النهاية في غريب الحديث والأثر" 5/ 20.

الصفحة 14