كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 19)

الأنصار، فلما رأيا النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أسرعا) في مشيهما حياءً من النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وسلما عليه.
(فقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: على رسلكما) بكسر الراء، أي: هينتكما، لا تعجلا، ومنه حديث عمر: إذا أذنت فترسل (¬1). أي: تأن ولا تعجل (إنها صفية بنت حيي) أمكم وأم المؤمنين، والرجل لا يستحيي من أمه وأبيه إذا مر عليهم (قالا: سبحان اللَّه! ) زاد البخاري بعد: (يا رسول اللَّه): وكبر عليهما (¬2).
قال الكرماني: سبحان اللَّه: إما حقيقة، أي: أنزه اللَّه عن أن يكون رسوله متهمًا لنا بما لا ينبغي، أو كناية (¬3) عن التعجب من هذا القول (¬4). وعلى هذا ففيه دلالة على التعجب بلفظ: سبحان اللَّه، وكذا بـ: لا إله إلا اللَّه، واللَّه أكبر.
(قال: إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم) لفظ البخاري: "إن الشيطان يبلغ من الإنسان مبلغ الدم" (¬5) أي: كمبلغ الدم وكمجراه، ووجه الشبه بين طرفي التشبيه شدة الاتصال، وحمله بعضهم على ظاهره وقال: إنه يسري في باطن الإنسان، ويجري في مجاريه مجرى
¬__________
(¬1) رواه ابن أبي شيبة 1/ 195 (2234)، والدارقطني 1/ 238، والبيهقي 1/ 428 من حديث عمر موقوفًا.
(¬2) "صحيح البخاري" (2035).
(¬3) مكانها بياض في (م).
(¬4) "شرح صحيح البخاري" للكرماني 9/ 169.
(¬5) "صحيح البخاري" (2035).

الصفحة 141