كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 19)

وقوله: (كلابس ثوبي زور)، أي: كالذي قال الزور مرتين، وقول الزور من الكبائر. واختلف في الثوبين: هل يحملان على الحقيقة أو المجاز؟ على قولين.
[قال أبو عبيد] (¬1): هو المرائي يلبس ثياب الزهاد؛ ليظن زاهدا وليس به (¬2). وقيل: هو أن يلبس قميصًا يصل بكمه كمين آخرين؛ ليري أنه لابس كمين، وقيل: كان الرجل يكون له هيبة وصورة خشنة، فإذا احتيج إلى شهادة شهد، فلا يرد لأجل حسن ثوبيه. قلت: وفي معنى هذا الرجل يتشبع من العلم والفضيلة فيدعي العلوم الكثيرة، أو الحذق والتمهر في صنعته وليس كذلك، فيكون كشاهد زور.
* * *
¬__________
(¬1) ما بين المعقوفتين ساقط من (م).
(¬2) "غريب الحديث" 2/ 253.

الصفحة 152