كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 19)

بكسر السين وفتحها، قال اللَّه تعالى: {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ} (¬1) أي: مالوا للصلح (كما أدخلتماني في حربكما) أي: غضبكما.
فيه: أن من انتصر لمظلوم وغضب لغضبه ثم عفا المظلوم وصالح الظالم فيرضى المنتصر لرضا المظلوم كما غضب لغضبه، ويدخل معهما في الصلح سواء وقع الصلح في غيبته أو حضوره، والأولى أن لا يصالح المظلوم الظالم حتى يأتي المنتصر ويرضى برضاهما.
(فقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: قد فعلنا قد فعلنا) أي: أدخلناك في صلحنا.
[5000] (ثنا مؤمل بن الفضل) الحراني، ثقة (ثنا الوليد) (¬2) بن مسلم، عالم أهل الشام (عن عبد اللَّه بن العلاء) الربعي الشامي (عن بسر) بضم الموحدة وسكون المهملة (ابن عبيد اللَّه) بالتصغير، الحضرمي (عن أبي إدريس) عائذ اللَّه بن عبد اللَّه (الخولاني عن عوف ابن مالك الأشجعي) كانت معه راية أشجع يوم فتح مكة، -رضي اللَّه عنه-.
(قال: أتيت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في غزوة تبوك) هذا الحديث ذكره البخاري في الجزية مطولا من حديث عوف بن مالك، قال: أتيت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في غزوة تبوك (¬3) وهو في قبة ولم يذكر قصة الدخول فيه، ورواه ابن ماجه في الفتن (¬4) غير منصرف (وهو في قبة) القبة: من الخيام صغير مستدير (من أدم) بفتح الهمزة والدال. أي: جلد تنزل فيه
¬__________
(¬1) الأنفال: 61.
(¬2) فوقها في (ل): (ع).
(¬3) "صحيح البخاري" (3176).
(¬4) "سنن ابن ماجه" (4042).

الصفحة 158