كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 19)

يعني: ضد الحقيقي. قال: والأول هاهنا أظهر؛ لسياق الحديث (¬1). فإن المجاز هو خير من التطويل على السآمة والملل، ولأن من كثر قوله كثر كذبه، ومن كثر كذبه كثرت ذنوبه، ومن كثر ذنبه فالنار أولى به، وروى ابن أبي الدنيا مرسلا برجال ثقات عن عمرو بن دينار -رضي اللَّه عنه-: تكلم رجل عند النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فأكثر (¬2) فقال: "كم دون لسانك من باب؟ " فقال: شفتاي وأسناني. فقال: "أما كان في ذلك ما يرد كلامك؟ " (¬3) يعني: الكثير، بأن تقتصر على ما يحصل به الكفاية خوفًا من السآمة والوقوع في الكذب لمن لم يقرأ في كتاب ولم يكتب.
* * *
¬__________
(¬1) ذكر في هامش "مختصر سنن أبي داود" كما في المطبوع منه 7/ 289 هامش (1).
(¬2) ساقطة من (م).
(¬3) "الصمت" (93) وقال الحافظ العراقي في "المغني" 2/ 774، وأخرجه ابن أبي الدنيا هكذا مرسلا ورجاله ثقات.

الصفحة 175