كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 19)

ولو لم يكن في كفه غير نفسه ... لجاد بها فليتق اللَّه سائله (¬1)
فإن هذِه عبارة عن الوصف بنهاية السخاء (و) وجه قوله (إن من البيان لسحرًا. فإن المعنى أن يبلغ) البليغ (من بيانه) وفصاحته (أن يمدح الإنسان فيصدق فيه) أي: يصدق في مدحه، ولا يتجاوز إلى الكذب (حتى يصرف القلوب) أي: يستميلها (إلى) محبة الممدوح بما يأتي به في (قوله) البليغ (ثم يذمه) بنصب الميم عطفًا على (يمدح).
(فيصدق فيه) أي: في ذمه بحيث لا يتجاوز إلى الكذب (حتى يصرف القلوب إلى قوله الآخر) وهو بعض المذموم (فكأنه سحر السامعين) قوله (بذلك) ببيانه، وهذا كما يقال: هو السحر الحلال؛ لأن السحر قلب، وهذا فيه قلب القلوب كما تقدم.
[5010] (ثنا أبو بكر بن أبي شبية، ثنا) عبد اللَّه (ابن المبارك، عن يونس، عن الزهري، ثنا أبو (¬2) بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام) بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم، ويقال له: راهب قريش؛ لكثرة صلاته، أحد الفقهاء السبعة.
(عن مروان بن الحكم) ولد سنة اثنتين، ولم يصح له سماع (¬3)، أخرج له البخاري هذا الحديث (عن عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث)
¬__________
(¬1) البيت في "المنصف" لابن وكيع (ص 484) منسوبًا لأبي تمام، وهو في "ديوانه" 3/ 29 بشرح الخطيب التبريزي، وهو من بحر الطويل التام.
(¬2) فوقها في (ل): (ع).
(¬3) أي من النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- انظر: ترجمته في "تهذيب الكمال" 27/ 387.

الصفحة 180